قصة قصيرة عن التسامح من حياة الصحابةقصة قصيرة عن التسامح من حياة الصحابة

قصة قصيرة عن التسامح من حياة الصحابة الإسلام هو دين التسامح والعفو،

وقد دعا المولى عز وجل في القرآن الكريم ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم إلى العفو والصفح عن الآخرين،

وأن تكون القلوب نقية وخالية من الحقد والضغينة.

فالتسامح ليس مجرد فضيلة أخلاقية بل هو أساس يقوم عليه بناء المجتمعات الإسلامية الفاضلة.

التسامح في سيرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام:

تعتبر سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم نموذجًا عظيمًا للتسامح،

فكان عليه الصلاة والسلام عفوًا كريمًا حتى مع أشد الناس إيذاءً له.

ومن أعظم صور التسامح التي جسدها النبي الكريم هي ما حدث يوم فتح مكة،

عندما تمكن النبي صلى الله عليه وسلم من دخول مكة المكرمة بعد سنوات من الإيذاء الذي تعرض له من أهلها.

ورغم ذلك، قال لهم: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”، عافياً عنهم بالرغم من قدرته على معاقبتهم.

أيضًا، عندما ذهب النبي عليه الصلاة والسلام إلى الطائف لدعوة أهلها إلى الإسلام،

قابله أهل الطائف بأشد أنواع الإيذاء، ورموه بالحجارة حتى سالت دماءه الشريفة. ومع ذلك،

لم يدع عليهم، بل دعا الله أن يخرج من أصلابهم من يعبده ولا يشرك به شيئًا.

هذه كانت رسالة النبي، نشر الهداية والسلام لا الانتقام.

التسامح في الإسلام بين المسلمين:

الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم، الذي رواه أبو أيوب الأنصاري،

يقول: “لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا،

وخيرهما الذي يبدأ بالسلام”. يدل هذا الحديث على ضرورة التسامح بين المسلمين وعدم حمل الضغينة،

فالنفوس يجب أن تصفى، ولا يجب أن يستمر الهجران بين المسلمين أكثر من ثلاثة أيام،

ويكون الفضل لمن يبادر بالسلام.

وفي حادثة أخرى، قام النبي صلى الله عليه وسلم بإصلاح ذات البين بين قبيلتي الأوس والخزرج اللتين كانتا في حالة من الحرب المستمرة قبل الإسلام،

واستطاع النبي أن يؤلف بين قلوبهم، ليتحولوا إلى إخوان في الإسلام تحت راية التوحيد.

قصص التسامح من حياة الصحابة:

قصة أبو بكر الصديق مع مسطح بن أثاثة تعتبر من أبرز الأمثلة على التسامح في الإسلام.

فقد كان مسطح بن أثاثة ممن تحدثوا في حادثة الإفك عن السيدة عائشة رضي الله عنها.

وبعد أن نزلت براءتها في القرآن، أقسم أبو بكر أن يوقف مساعدته المادية لمسطح. لكن الله تعالى أنزل آيات تدعو إلى العفو والصفح، فقال الله عز وجل: “ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا، ألا تحبون أن يغفر الله لكم”. فلما سمع أبو بكر الآية قال: “بلى والله، إني أحب أن يغفر الله لي”، ثم أعاد النفقة لمسطح.

قصة عبدالله بن مسعود أيضًا تظهر قيمة التسامح في حياة الصحابة، حيث سُرق منه ماله في السوق، وبدلاً من الدعاء على السارق، دعا له قائلاً: “اللهم إن كان حمله على أخذها حاجة فبارك له فيها، وإن كان حمله على أخذها جراءة على الذنب فاجعلها آخر ذنوبه”. كان هذا الدعاء يظهر مدى عفو الصحابي الجليل وتسامحه، وهو ما تعلمه من النبي صلى الله عليه وسلم.

التسامح بين التابعين:

تعلم التابعون التسامح من الصحابة الذين تربوا في مدرسة النبوة، ومن بين القصص المعروفة في هذا السياق، قصة الربيع بن خيثم، الذي سرق منه فرسه. فبدلاً من الدعاء على السارق، دعا له بالهداية قائلاً: “اللهم إن كان غنيًا فاقبل به، وإن كان فقيرًا فأعنه”.

أهمية التسامح في الإسلام:

التسامح يعد من أهم القيم في الإسلام، فهو يساعد على نشر المحبة والسلام بين الناس، ويزيل الضغينة والحقد من القلوب. إن التسامح لا يقتصر فقط على العلاقات بين الأفراد، بل يمتد ليشمل العلاقات بين المجتمعات والشعوب. الإسلام دين جاء ليؤلف بين القلوب، ويدعو إلى الإحسان، حتى لمن يسيء إلينا.

قصة قصيرة عن التسامح من حياة الصحابة

إن قيمة التسامح التي دعا إليها الإسلام ورسخها النبي صلى الله عليه وسلم في تعاليمه تعد حجر الأساس في بناء مجتمع إسلامي متين وقوي، يقوم على المحبة والتعاون والرحمة.

المصدر:عرب كلوب

الأبراج اليومية على الفاسبوك

By Lars