قصة هل تحتاج إلى حجر لتنبيهنا في أحد الأيام، كان رجل ثري يقود سيارته الفاخرة عبر أحد الشوارع الخلوية. فجأة، سمع صوت ارتطام قوي في سيارته. أوقف الرجل سيارته على الفور ونزل منها بسرعة ليتفقد الضرر. دار حول السيارة ليرى مصدر الصوت، ليكتشف أن حجرًا كبيرًا أصاب الباب الخلفي، محدثًا تلفًا واضحًا.
لقاء مع الطفل الصغير
بينما كان الرجل يلتفت حوله بغضب لمعرفة الفاعل، لاحظ طفلاً صغيرًا يقف على جانب الطريق، تظهر عليه علامات الخوف والقلق. اندفع الرجل نحو الطفل، وأمسكه من كتفيه وهزه بعنف، صارخًا:
“أيها الولد المجنون! لماذا رميت سيارتي بحجر؟ ألا ترى كم هي حديثة وقيمة؟ وهل تعلم كم سيكلف إصلاح هذا الضرر؟”
كان الطفل يرتجف من الخوف لكنه قال بصوت متقطع:
“آسف جدًا يا سيدي، لم أقصد إيذاء سيارتك، ولكنني مضطر! لقد وقفت هنا طويلاً وأنا ألوح بيدي لأي شخص يمر، لكن لا أحد توقف لمساعدتي.”
القصة وراء الحجر
أشار الطفل إلى حفرة قريبة، وقال:
“انظر هناك، هذا أخي الأكبر. إنه مشلول، كنت أدفعه على كرسي متحرك لنصل إلى قريتنا، لكن الكرسي تدحرج وسقط في تلك الحفرة. حاولت إخراجه لكنني صغير ولا أملك القوة الكافية. هل يمكنك مساعدتي لإخراجه من الحفرة؟ ثم يمكنك الذهاب إلى والدي لأخذ ثمن إصلاح سيارتك، وأنا سأكون شاكرًا جدًا لك.”
تحول الغضب إلى إنسانية
صُدم الرجل من كلام الطفل، وسكن غضبه على الفور. توجه إلى الحفرة، وأخرج الأخ المشلول من داخلها، وحمله إلى المقعد الخلفي من سيارته. طلب من الطفل أن يجلس بجواره ليدله على منزلهم. عندما وصلوا، أخرج الرجل الولد من السيارة، وأجلسه على الكرسي المتحرك، ثم دفع الكرسي حتى باب المنزل.
درس لا يُنسى
وقف الطفل عند باب المنزل وقال للرجل:
“سيدي، أرجوك، ادخل لتقابل والدي وتأخذ منه ثمن إصلاح السيارة.”
ابتسم الرجل بلطف وربت على رأس الطفل قائلاً:
“لن آخذ منكم شيئًا. سأترك هذا الضرر كما هو، ولن أصلحه، رغم أنني أستطيع. سأبقيه تذكارًا لي، حتى لا يضطر أحد إلى استخدام حجر لتنبيهي على مساعدة غيري.”
العبرة من القصة قصة هل تحتاج إلى حجر لتنبيهنا
- الإنسانية قبل كل شيء: قد تفتح لنا المواقف اليومية أبوابًا لنساعد غيرنا، لكننا أحيانًا نغفل عن هذه الفرص.
- لا تحكم بسرعة: الغضب والانفعال قد يمنعاننا من رؤية الصورة الكاملة، لذا علينا التريث وفهم الموقف قبل التصرف.
- التذكير بأهمية الإحسان: نحتاج أحيانًا إلى “حجر” يوقظ ضمائرنا لنتذكر قيمة مساعدة الآخرين.
- تقدير النعم: الحادثة ذكّرت الرجل بأهمية تقدير النعم التي يمتلكها، وأن استخدامها لمساعدة الآخرين هو أعظم استثمار لها.