قصة إنه غرابقصة إنه غراب

قصة إنه غراب – درس في بر الوالدين

في أحد الأيام، كان أب مسنّ يبلغ من العمر خمسة وستين عامًا يجلس مع ابنه البالغ من العمر ثلاثة وثلاثين عامًا بالقرب من نافذة منزلهما. وبينما كانا يتحدثان، لاحظ الأب غرابًا يطير بالقرب من النافذة.

الأسئلة المتكررة

سأل الأب ابنه:

  • “ما هذا الطائر؟”
    أجاب الابن بهدوء:
  • “إنه غراب يا أبي.”

وبعد مرور ثلاث دقائق، كرر الأب السؤال نفسه:

  • “ما هذا الطائر؟”
    رد الابن، بصوت أقل هدوءًا:
  • “لقد أخبرتك يا أبي، إنه غراب.”

ومع مرور دقائق أخرى، سأل الأب نفس السؤال للمرة الثالثة:

  • “ما هذا الطائر؟”
    هذه المرة، فقد الابن صبره ورفع صوته غاضبًا:
  • “إنه غراب! هل هذا صعب عليك؟ لقد قلت لك ثلاث مرات، إنه غراب، غراب، غراب!”

رد فعل الأب

لم يقل الأب كلمة واحدة. نهض بهدوء واتجه إلى غرفته، ثم عاد بعد دقائق يحمل في يده دفترًا قديمًا، وطلب من ابنه أن يقرأ بصوت مرتفع ما هو مكتوب فيه.

رسالة الدفتر

بدأ الابن يقرأ ما كتبه والده قبل ثلاثين عامًا:
“اليوم أكمل ابني ثلاث سنوات. كان يلهو ويمرح في الحديقة، وبينما كنا نجلس معًا، رأى غرابًا يصيح. سألني: ما هذا الطائر يا أبي؟ قلت له: إنه غراب. وسألني نفس السؤال عشرين مرة. وفي كل مرة كنت أجيبه بنفس الحب والصبر: إنه غراب يا بني. ثم أقبّله وأحضنه ونضحك سويًا حتى تعب من اللعب وجلست أحمله بين ذراعي.”

الاعتراف بالخطأ

عندما انتهى الابن من قراءة الكلمات، امتلأت عيناه بالدموع وشعر بالخجل من نفسه. تذكر حب والده وصبره عليه في طفولته، وتذكر كيف كان يسعده أن يجيب على أسئلته البسيطة عشرين مرة دون ملل أو ضيق.

الدروس المستفادة

  • الصبر مع الوالدين: كما صبروا علينا في طفولتنا، يجب أن نصبر عليهم في شيخوختهم.
  • التقدير والاحترام: كلمات الوالدين وأفعالهم تعكس الحب والاهتمام، حتى لو بدت متكررة.
  • بر الوالدين: لا تتردد في تقديم الاحترام والحب لوالديك، فهم من بذلوا حياتهم لرعايتك وتربيتك.

قصة إنه غراب

احتضن الابن والده واعتذر له عما بدر منه، ووعده أن يكون له السند والعون كما كان هو سندًا له في صغره. أدرك أن بر الوالدين ليس مجرد واجب ديني، بل هو رد جميل لا يقدر بثمن.

المصدر:عرب كلوب

الأبراج اليومية على الفاسبوك

By Lars