ما أصعب التعامل مع الأبناء في سن المراهقة! ، حقًا إنهم بحاجة إلى معاملة خاصة تجعلهم أصدقاءًا لآبائهم بدلًا من الهروب منهم ، ولكن في كثير من الأحيان لا يستطع الآباء مصادقة الأبناء بشكل جيد ، وهذه مشكلة سائدة في كافة المجتمعات وخاصةً العربية ، ومن هنا يتسبب الاضطراب الداخلي للمراهق في كثير من الكوارث غير المتوقعة .
فتاة في هيئة شاب :
لجأت فتاة من المملكة إلى الظهور في هيئة شاب ، حيث مضت في طريقها وهي ترتدي معطف وبنطلون وقبعة ، وعلى الرغم من كون الملابس تبدو نسائية الشكل إلا أن الفتاة رسمت لنفسها صورة لشاب ، ولكنها مع ذلك بدت بشكل غريب ، لأنها وجهها وسيم للغاية كما أنها بدت مرتبكة وهي تسير في أحد الشوارع حاملة حقيبة على كتفها .
كان الوقت متأخرًا حيث كان قد تخطى منتصف الليل بساعة ونصف ، ولم يكن بالشوارع إلا بعض الأشخاص ، وجلس رجل في سيارته يراقب تلك الفتاة التي ظهرت في صورة شاب ، لقد أثارت هيئتها الشكوك بداخله ، حتى تيقن من أفكاره حينما وجد سيارة دورية تسرع باتجاه هذا الشاب أو الفتاة التي تعمدت الظهور هكذا ، ثم أتت سيارة دورية أخرى تلحق بالسيارة الأولى .
تحدث أحد العساكر قائلًا : إنها هي ، ذهب صاحب السيارة خلف العساكر الذين اتجهوا إلى الفتاة ، وهناك كان يرافقهم رجل بدا وكأنه هو الذي قدمّ البلاغ عنها حينما راوده الشك بأمرها ، فاستوقفها أحدهم قائلًا : من أنتِ؟ وماذا تفعلين هنا؟ ، بدت الفتاة خائفة ومرتبكة ، فتلعثم لسانها وتحدثت بكلمات غير واضحة ، فقال لها العسكري : هل ستجيبين على سؤالي أم تذهبين معي إلى قسم الشرطة .
بكت الفتاة بشدة وهي تطلب منه أن يتركها ترحل ، وفجأة اقتربت سيارة أخرى بها رجل وامرأة ، وبمجرد أن رأتهما الفتاة ازداد نحيبها وهي تقول إلى رجال الشرطة : أرجوكم خذوني معكم ، وبالفعل ركبت سيارة الدورية ثم اقترب الرجل الذي جاء مؤخرًا ليخبر رجال الشرطة أنه أحد أقاربها وأن أمها هي التي تجلس بالسيارة .
الهروب من العقاب :
صاحت الفتاة من داخل سيارة الدورية : لا أريد أن أعود إلى المنزل ، وهنا كان لابد وأن يوضح الرجل سبب هروب تلك الفتاة بهذه الصورة المخذية والمؤلمة ، حيث أنه قال بأن أمها اكتشفت أنها تمتلك جوالًا وشريحة ، وحينما قامت الأم بسؤالها عن الشخص الذي منحها هذا الهاتف ؛ امتنعت الفتاة عن الإجابة .
بدأت الشكوك والمخاوف تتسلل إلى قلب الأم ، وهو ما جعلها تقوم بضرب الفتاة لمعاقبتها كي لا تقع في أي خطأ ، وخاصةً أنها مسئولة عنها بصورة كاملة بعد سفر والدها ، ولكن الأم لم تتوقع أن تتلقى ابنتها العقاب بهذا التصرف المريب ، حيث أن الأم تركتها بغرفتها وخرجت وحينما عادت لتطمئن عليها مرةً أخرى ؛ لم تجد لها أثرًا حيث أخذت ملابسها في حقيبتها ومضت في طريقها الغامض دون أن تعرف أمها .
بدأ صاحب السيارة الذي كان يراقب الموقف التدخل في الأمر ، حيث تحدث إلى الرجل الذي جاء برفقة الأم قائلًا له إن الضرب ليس حلًا بل إنه قد يزيد من عناد الفتاة في مثل هذه المرحلة الصعبة ، غير أن هذا الأخير لم يتمالك نفسه حينما رفضت الفتاة ارتداء العباءة ، حيث قام بضربها بشدة ، ونزلت الأم من السيارة وحاولت أن تركب بجوار ابنتها في سيارة الدورية ، إلا أن البنت كانت تغلق الباب وترفض دخول أمها .
تدخل صاحب السيارة مرة أخرى وطلب من الضابط أن يقوم بإبلاغ الهيئة المسئولة عن مثل هذه القضايا وخاصةً أن الفتاة ترفض العودة إلى منزلها ، ولكن الضابط رفض هذا التدخل وقال : إن أهلها موجودون وعليهم أن يتفاهموا معها ، وهكذا سارت الأمور على عكس رغبة الفتاة المراهقة التي مضت بلا طريق وكأنها هاربة من مصيرها إلى المجهول الذي ترى فيه حياتها .