كان مواطنًا يعيش حياة مستقرة وعادية وخالية من المشاكل المادية ، حيث كان يمتلك العمل المناسب والمأوى الجيد ، ولكن بمجرد اقتحام أحد الأشخاص حياته حينما طلب منه كفالة استخراج رخصة تجارية له ؛ تبدلت حياته رأسًا على عقب ، حيث تراكمت الديون التي تخص مكفولة ، ليتورط هو في ثلاث قضايا جملة واحدة .
حياة مستقرة :
يعيش هذا المواطن الإماراتي في دبي ، حيث كان لديه عمل في إحدى الجهات الحكومية هناك ، وكان يحصل من عمله على راتب يصل إلى 32 ألف درهم ، والتي كان لا يوفر منها سوى سبعة آلاف درهم فقط نتيجة لكثرة المستلزمات حيث بناء المسكن وتشطيبه وكفالة الأسرة التي تتكون من الوالدين والزوجية واثنين من الأبناء ، فمضت حياته هكذا مستقرة دون عناء سواء على الجهة الأسرية أو الاجتماعية ، حتى حدثت له أزمة كبيرة لم يستطع الخروج منها بسهولة .
المأزق الكبير :
ذات يوم في عام 2006م ذهب رجل يحمل الجنسية الآسيوية إلى هذا المواطن الإماراتي البالغ من العمر في الوقت الحالي أربعين عامًا ، وذلك من أجل أن يطلب منه كفالة استخراج رخصة تجارية لنفسه ، وبالفعل قام باستخراج تلك الرخصة ، ومضت الأمور بشكل طبيعي خلال السنوات الأولى ، حتى حدث ما هو غير متوقع .
بدأت الديون تتراكم على الرجل الآسيوي بشكل غير عادي ، حتى أصبح مطلوبًا للمحاكمة على ذمة ثلاث قضايا مالية ، فوجد نفسه في مأزق كبير وهو ما جعله يفر هاربًا خارج البلاد ، ليترك المواطن الإماراتي داخل هذا المأزق ، والذي بات هو المتهم المطلوب أمام القضاء لسداد تلك الديون باعتبار أنه صاحب الرخصة ووكيل الخدمات الخاصة بالهارب .
تمكن الرجل الإماراتي من تسوية اثنين من تلك القضايا الخاصة بالآسيوي ، وذلك من خلال حصوله على موافقة من أطراف النزاع على تقليص المبلغ المطلوب ، والذي نجح في جمعه من الأهل والأصدقاء ، ولكن تبقت أمامه قضية بمبلغ ضخم وصل إلى 313 ألف درهم ، والذي وقف أمامه عاجزًا لم يستطع فعل شيء ، حيث قد استنفذ كل الطرق وكل الأموال .
خلف القضبان :
ونتيجة لعدم التزامه بسداد المبلغ المطلوب في القضية الثالثة ؛ وجد نفسه خلف القضبان ، حيث تم اعتقاله ليقبع بعيدًا عن أسرته في سجن عجمان المركزي ، وظل هكذا لمدة ستة أشهر كاملة ، ولكنه لم ييأس حيث أنه سعى للوصول إلى الناس ونجح في توصيل صوته من خلال بعض الجرائد التي روى فيها قصة معاناته مع الظروف التي ظلمته ، ومن هنا كانت بداية طريق الأمل الذي سيعيده إلى أسرته .
خمسة متبرعين :
علم الكثيرون بقصة هذا الرجل ، وهو ما جعل منهم من يريد تقديم المساعدة من أجل إخراجه من هذا السجن الذي دخله ظلمًا ، وهنا وصل عدد المتبرعين إلى خمسة والذين اشتركوا في دفع المبلغ بعد أن تم تقليصه إلى 250 ألف درهم ، حيث دفع أول متبرع مبلغ 100 ألف درهم ، بينما دفع الثاني 50 ألف درهم ، وساهمت شركة الوليد للعقارات في دبي بمبلغ وصل إلى 50 ألف درهم ، كما ساهمت مواطنة بمبلغ 40 ألف درهم ، بينما دفع المتبرع الخامس 10 آلاف درهم .
وهكذا استطاع المواطن الإماراتي أن يجمع المبلغ المطلوب بعد أن وقف بجانبه أهل الخير والإحسان ، ليعود إلى حياته الطبيعية شاكرًا المولى عز وجل ، وحافظًا فضل هؤلاء المتبرعين الخمسة الذين أنقذوا حياته من دمار السجن والبُعد عن الأهل .