قصة خمسة متبرعين في إمارة دبي، كان يعيش مواطن إماراتي حياة مستقرة، يعمل في إحدى الجهات الحكومية، ويتقاضى راتبًا جيدًا يقدر بـ32 ألف درهم شهريًا. بالرغم من دخله المرتفع، كانت التزاماته كثيرة، إذ كان يعول والديه وزوجته وطفليه، ويدفع تكاليف بناء منزله. ورغم هذه المسؤوليات، كانت حياته متوازنة، حتى حدث ما قلب الأمور رأسًا على عقب.
البداية: كفالة تجارية قادت إلى الكارثة
في عام 2006، لجأ إليه شخص من جنسية آسيوية طالبًا منه كفالة لاستخراج رخصة تجارية. بطيبة قلبه، وافق الإماراتي على الكفالة، معتقدًا أنها خطوة عابرة. لسنوات، مضت الأمور بسلام حتى بدأت الديون تتراكم على المكفول، دون علمه.
تفاجأ المواطن الإماراتي بأن الشخص الآسيوي تورط في ثلاث قضايا مالية ضخمة. وبدلًا من مواجهة الأمر، فر المكفول هاربًا خارج البلاد، تاركًا الكفيل الإماراتي في مواجهة مصير صعب. أصبح المواطن، كونه كفيله القانوني ووكيل خدماته، المسؤول الوحيد عن تسديد الديون التي بلغت مئات الآلاف من الدراهم.
بداية المأساة: التورط في الديون والسجن
استطاع المواطن بصعوبة تسوية اثنتين من القضايا المالية بعد تقليص المبالغ المطلوبة من الأطراف المتنازعة، وجمع المال بمساعدة الأهل والأصدقاء. لكنه وجد نفسه عاجزًا أمام القضية الثالثة، التي كانت تتطلب سداد مبلغ 313 ألف درهم.
ولعدم قدرته على الدفع، أُلقي القبض عليه وأودع في سجن عجمان المركزي لمدة ستة أشهر. خلف القضبان، كان الألم مضاعفًا وهو بعيد عن أسرته وأطفاله الذين فقدوا عائلهم الأساسي. لكنه لم يستسلم، بل حاول إيصال صوته عبر الصحف المحلية، مشاركًا قصته ومعاناته.
الأمل: ظهور أهل الخير
انتشرت قصة الرجل في الجرائد، ولاقت تعاطفًا كبيرًا من المجتمع. تحرك أهل الخير لمساعدته، وبدأ الأمل يعود إلى حياته. تمكن خمسة متبرعين من جمع المبلغ المطلوب بعد تخفيضه إلى 250 ألف درهم.
- أول متبرع دفع مبلغ 100 ألف درهم.
- الثاني ساهم بـ50 ألف درهم.
- شركة للعقارات في دبي قدمت 50 ألف درهم.
- مواطنة إماراتية تبرعت بـ40 ألف درهم.
- وأكمل المبلغ متبرع خامس بدفع 10 آلاف درهم.
النهاية السعيدة: الحرية والعودة إلى الحياة قصة خمسة متبرعين
بفضل سخاء هؤلاء المتبرعين، تمكن المواطن الإماراتي من سداد الدين والخروج من السجن. عاد إلى أسرته شاكرًا الله على نعمة الناس الطيبين الذين وقفوا بجانبه في محنته. تلك التجربة غيّرت نظرته للحياة، وجعلته يقدر قيمة العمل الخيري والتكاتف الاجتماعي.
الدروس المستفادة: قصة خمسة متبرعين
الأمل دائمًا موجود مهما اشتدت الظروف، بفضل الله وأهل الخير.
أهمية التروي قبل تقديم الكفالة لأي شخص، حتى لو بدا موثوقًا.
قوة المجتمع وأثر التضامن في إنقاذ حياة الأفراد.