كل ما يزرعه الآباء في أبنائهم ، يرد إليهم ذات يوم ، فالحسنة بالحسنة والسيئة ، قد يكون جزاؤها لا تحمد عقباه ، فالطفل لا ينس ما فعله من أجله أبواه ، سواء أكان إحسانًا ام حنانًا غامرًا ، ولكن للأسف الشديد لا يقدم كل الآباء ، مثل تلك الجوانب الإيجابية ، فهناك من يستعبدون أبناءهم ، وكأنهم قد امتلكوهم في ليلة وضحاها ، وقصة بابرا كومبس تعطي مؤشرًا واضحًا ، على ما تزرعه كيفية المعاملة مع الأبناء .
باربرا كومبس سيدة في الستين من عمرها ، عانت طوال حياتها مع أب شاذ ، استغل براءتها وسذاجتها ، واستباح جسدها لممارسة رغباته الجنسية الشاذة ، بعيدًا عن مشاعر وهموم الأبوة التي لم تجدها باربرا بوالدها يومًا ما ، فمنذ أن كانت باربرا طفلة صغيرة ، دأب والدها على ممارسة الجنس معها ، وتصويرها في أوضاع إباحية ، مختلفة وكان يحتفظ بصورها تلك في صندوق ، وضعه في غرفته .
كان كينيث كومبس وهو والد باربرا ، رجل مدمن على الكحوليات وعرف عنه شراهته للممارسات الجنسية ، وكان دائم العنف مع باربرا ووالدتها المسكينة ، التي لم تستطع يومًا أن تدافع عن ابنتها ، وما يحدث لها من انتهاك للجسد والروح ، حتى أنها كانت منعزلة عن كل من حولها ، من زملاء بالدراسة ، أو الجيران حيث منعها والدها ، من الذهاب إلى المدرسة ، حتى لا تفضح أفعاله بين الجميع .
يوم الحادث :
عانت باربرا من بشاعة والدها ، حتى وهي بالخمسين عامًا من عمرها ، كانت باربرا قد تزوجت وأنجبت ، ولكن كينيث كان مستمرًا فيما بفعل ، ولا يجد أمامه مثيرًا لشهواته سواها ، حتى أنها كانت قد أنجبت منه طفلها الأول ، ويدعى فرانك ولكنه ولد بعجز تام ، أدى إلى وفاته في سن مبكرة .
وعاشت باربرا برفقة والدها في منزله ، بعدما حصلت على الطلاق من زوجها ، وكانت ابنتها تعيش برفقتهما أيضًا ، في هذا الوقت كانت باربرا تبلغ من العمر ستين عامًا ، وكان والدها كينيث يبلغ أكثر من ثمانين عامًا ، وفي هذا اليوم كانت باربرا قد انتهت من أعمال البستنة في حديقة المنزل الخلفية ، وأثناء تجريفها للباحة الخلفية ، اصطدم الجاروف بشيء صلب أسفل الأرض ، فظلت باربرا تحفر حتى وجدت أمامها صندوقًا مغلقًا ، فأخذها الفضول لتعرف ما به ، وظلت تحاول حتى فتحته ، وفوجئت بصورها وهي طفلة صغيرة ، حيث صورها والدها في أوضاع إباحية ، وهي عارية تمامًا ، وصورًا لهما في أوضاع مخجلة .
فارت الدماء في عروق باربرا ، وهي تتذكر تلك اللحظات تفصيلاً حتى بلغت الخمسين عامًا ، توقف فيها والدها عنها بعدما تقدم بالعمر ، وأصابه المرض ، وفي فورة غضبها حملت الفأس وذهبت إلى المنزل ، لتبادر بضربة لأبيها فوق رأسه ، جعلته يترنح ثم عالجته بأخرى ، فاستدار لها مذهولاً من تصرفها ، قبل أن تشق حنجرته وتجلس تنظر إليه وهو ينزف روحه ، ودمائه .
أخفت باربرا الجثة في حديقة المنزل ، بعدما استغلت خروج ابنتها في رحلة تخييم مع الأصدقاء ، وقامت بحفر حفرة لأبيها ، ودفنته ثم وضعت فوق قبره ، عددًا من الأحجار والرخام ، وظلت جثة والدها مدفونة في الحديقة ، طيلة اثني عشر عامًا .
أقنعت باربرا أقاربها بأن والدها ، قد مات بإحدى المستشفيات ، وكان قد أوصاها بألا تقيم له جنازة ، ونفذت هي ما أوصى به ، وذلك حتى تتجنب ، كثرة التساؤل بشأن اختفاء والدها .
ظلت باربرا تحصل على أموال والدها من المعاش ، حتى قرر أحد المسئولين من التأمينات الاجتماعية ، أن يزور منزل باربرا ، ويتعرف على والدها فقامت هي بالذهاب في اليوم السابق للزيارة ، بتسليم نفسها للشرطة والاعتراف بجريمتها ، حيث وجدتها المحكمة مذنبة في عام 2018م ، ولكن بتهمة القتل المتعمد وليس القتل ، مع الوضع في الاعتبار الصور والدلائل والقرائن ، التي حفظت لباربرا حقوقها ، وجعلت منها ضحية أولاً وأخيرًا .