قد يتسبب فضول الصغار في كوارث محققة ، وقد لا يستيقظ الوالدان إلا على رؤية المشهد الأصعب غير المتوقع ، إنه ما حدث بالفعل مع أسرة بمنطقة تبوك عاشت يومًا مشئومًا انتهى بالموت والأسى والحزن ، وذلك بعد أن تسببت طفلة ذات أربع سنوات في كارثة داخل المنزل دون أن تدرك أنها ستكون واحدة ضمن ضحايا تلك الحادثة المؤلمة .

تناول وجبة الإفطار بعد صلاة الفجر :
استيقظ الزوجان مع نسمات الفجر ، كما استيقظ معهما الابن يزن البالغ من العمر ستة أعوام وأخته رجاء البالغة أربعة أعوام ، بينما بقيت الأختان جود ذات التسعة أعوام وبسمة ذات العام والأربعة أشهر تغطان في نوم عميق ، وبعد أداء صلاة الفجر ، أعدت الزوجة وجبة الإفطار وجلس أفراد الأسرة الذين استيقظوا لتناول طعامهم .

قام الزوج بتوديع أسرته في تمام الساعة الثامنة من أجل قضاء بعض الأعمال بالخارج ، بينما قامت الزوجة بالذهاب للنوم بجوار ابنتها بسمة التي كانت لازالت نائمة ، وبعد قليل استيقظت الأم على صدمة شديدة مروعة ، بعد أن أسرع الابن لإيقاظها حتى تنقذ ما يمكن إنقاذه .

الكارثة :
استيقظت الأم على حريق هائل بستارة الصالة ، حيث قامت ابنتها رجاء ذات الأربعة أعوام بجلب الولاعة من المطبخ ، وبدافع فضول الأطفال وقعت الكارثة ، فقامت الزوجة على الفور بدفع ابنها الواقف بجوار الباب إلى خارج المنزل ، واتصلت في عجالة على زوجها ، وأسرعت لإنقاذ بناتها ، ولكن النيران قد اقتحمت سقف المنزل ، فتوغلت الأم دافعة بنفسها إلى الداخل .

كانت الأم تحاول جاهدة إنقاذ بناتها من الهلاك ، وحينما دخلت لم تتمكن من الخروج مرة أخرى نتيجة لألسنة النيران الملتهبة ، فأخذت بناتها بين ذراعيها مستسلمة لذلك المصير القاسي ، وبعد لحظات وصل الأب الذي عاد بسيارته وهو يشعر بالفزع بعد اتصال زوجته به ، حقًا لقد علم بوجود حريق في المنزل ، ولكن الأفكار السيئة لم تفارقه طيلة مدة عودته إلى المنزل .

صدمة الأب :
وصل الأب إلى المنزل فوجد ابنه بالخارج مع الجيران وهم جميعًا في حالة هلع ، بينما كانت الأم وبناتها بالداخل وألسنة اللهب متصاعدة من المنزل ، لحظات وجاءت فرق الدفاع المدني ، فدخل الزوج على الفور إلى منزله المحطم ، فوجد زوجته بغرفة البنات ، حيث كانت تحتضن ابنتيها وهي فاقدة للوعي ، بينما كانت الابنتان جود ورجاء قد فارقتا الحياة مختنقتين نتيجة لانتشار الدخان الكثيف في أرجاء المنزل .

كانت الأم لازالت على قيد الحياة ، وتم نقلها على الفور إلى المستشفى مع ابنتها الصغرى بسمة ، التي قد أصيبت بحروق في ظهرها ، كما أن الأطباء أكدوا أنها كانت قد توفيت دماغيا لفترة من الزمن ، إلا أنها لازالت على قيد الحياة ، بينما عانت الأم من حروق بجسدها بأماكن متفرقة ، كما أن رئتها اليسرى قد تضررت بنسبة كبيرة ، ولم ينته الأمر عند هذا الحد وحسب ، بل إن تلك الأم المكلومة فقدت جنينها ، حيث أنها كانت حاملًا في شهرها الثالث .

كانت الكارثة عظيمة في قلب الأب ، بينما رقدت الأم في غيبوبتها فاقدة لوعيها ، وهي لا تدري أنها فقدت ابنتيها ، ويرى الأب أنها ربما تكون بأمس الحاجة بعد استعادة وعيها إلى علاج نفسي يؤهلها تخطي صدمة فقدان فلذتي كبدها ، إنها قصة مأساوية قد تتكرر كل يوم بسيناريو وأبطال مختلفين ، إنها القصة التي تظل عالقة في قلوب البشر ، والتي تدمي قلوبهم كلما تذكروا أحداثها المؤلمة ، إنها قصة فضول الأطفال الذي حرمهم طفولتهم في يوم مشؤوم .

By Lars