ذات يوم من الأيام ، طلبت الابنة سمر من والدتها ، أن تعد لها بعض الحلوى ، التي تعشقها كثيرًا ، فطلبت الأم منها ، أن تذهب إلى السوبر ماركت ، حتى تشتري البيض ، كي تصنع لها الحلوى ، بالفعل ، ذهبت سمر ، وهي سعيدة للغاية .

وفي الطريق ، قابلت سمر جارتها الصغيرة في السن ، عبير ، وسألتها : ” أين أنت ذاهبة يا جارتي ؟ ” ، فأجابت عبير : ” ذاهبة إلى المتجر ، كي أشتري بعض البيض ، حتى تحضر والدتي الطعام لنا ، فردت سمر ، قائلةً : ” أنا أيضًا سأذهب إلى هناك ، كي أشتري البيض ” .

وعقب أن اشترت الفتاتان البيض ، من السوبر ماركت ، وقد عادت الطفلتان معًا ، من نفس الطريق ، الذي جاءا منه ، إلا أن عبير ، قد تعثرت ، وهي ماشية ، فسقطت من غير أن تشعر ، فتم كسر البيض كله ، فقامت سمر ، على الفور ، بمساعدة جارتها عبير ، حتى تتمكن من الوقوف على قدميها .

فلما نهضت عبير ، واكتشفت أن جميع البيض ، قد تم كسره ، فظلت عبير تبكي بحرقة شديدة ، وأخذت تقول : ” لم يعد يتوفر لدي أي مال ، ولا حتى مع أمي ، حتى أقوم بشراء مزيدًا من البيض ، مرةً ثانيةً ، ماذا سأقول إلى أمي الآن ؟ بل ماذا سنأكل أنا وأمي وأخوتي ؟ ” .

كانت سمر تعرف جيدًا ، أن عبير أسرتها فقيرة جدًا ، فوالدها قد توفاه الله ، وكانت تعرف أن أمها ، تقوم بتقديم المساعدة لهم ، ففكرت سمر بشكل سريع ، ومن ثم قالت لها : ” لا داعي للحزن يا جارتي عبير ، فسوف أعطيك جميع البيض ، الذي قمت بشرائه ” .

فقالت عبير : ” لا ذنب لك يا جارتي سمر ، وكيف هذا ؟ لا ينبغي ذلك ، وماذا ستفعلين يا سمر ؟ ” ، ردت سمر ، قائلةً : ” لا داعي للتفكير في الأمر ، يا جارتي العزيزة ، فقط ، الآن ، تفضلي هذا البيض ، لأنني لا أحتاجه الآن ” ، فأحست عبير بالسعادة البالغة ، وهنا شكرت سمر ، واحتضنتها بشدة .

رجعت سمر إلى بيتها ، من غير لبيض ، فسألتها الأم عن البيض ، فأخبرتها سمر بما جرى مع عبير ، فشعرت الأم بالفخر الشديد من ابنتها ، لأنها قد ساعدت المحتاج ، الذي يستحق المساعدة فعلًا ، وقالت الأم سعادة غامرة : “أحسنت يا بنيتي الحبيبة ، شكر الله لك ، فلقد شعرت بحجم المشكلة ، التي كادت عبير أن تقع فيها ، لولا تدخلك ، وحل الأمر سريعًا ، أما الآن ، فإليك المزيد من المال ، اذهبي ، فلتشتري بعض البيض ، مرةً أخرى ، وسأقوم على الفور ، بتحضير أروع ، وأشهى أنواع الحلويات من أجلك .

By Lars