كان ياما كان ، يا سعد يا إكرام ، كان هناك نملة كبيرة ، كانت تتسم بالطيبة ، والعطف ، والحنان ، وفي يوم من الأيام ، رزق الله تلك النملة أطفالًا صغارًا من النمل ، أخذت تعطف عليهم ، وترعاهم رعاية شاملة ، ولما أوشك فصل الشتاء على القدوم ، فكرت تلك النملة الأم ، أن تقوم بجمع العديد من الطعام ، لأطفالها الصغار .
أخذت النملة الأم ، تقوم بجمع الطعام ، من أماكن مختلفة ، تذهب هنا ، وهناك ، حتى جمعت العديد من أكوام الطعام لأطفالها الصغار ، والذي سيكفيهم خلال فترة الشتاء ، خوفًا منها ، أن يحل فصل الشتاء ، ولا تتمكن هي ، من جلب الطعام إلى أطفالها ، فيموتوا جوعًا .
بعد فترة قليلة ، بدأ فصل الشتاء ، والأمور على ما يرام ، لأن النملة الكبيرة ، قد أعددت لذلك الفصل مسبقًا ، وأخذت تأكل هي وصغارها ، ويذهبون إلى التدفئة ، في الجحر الصغير ، الذي أعددته لها ، ولأطفالها ، ولكن لم تستقر الأمور كثيرًا .
ففي يوم من الأيام ، أتت عاصفة كبيرة ، مكثت فترة طويلة ، كانت شديدة للغاية ، وتهدم كل شيء في طريقها ، ومن ثم أتبع تلك العاصفة القوية الشديدة ، شتاء جارف ، ظل يأخذفي طريقه ، كل ما يقابله ، حتى تلك الأكوام من الطعام ، التي أعدتها النملة ا|لأم ، وأخذت فترة طويلة ، في تجميعها ، قد تناثرت في كل مكان .
حزنت النملة حزنًا شديدًا ، وشعرت بالألم، والامتغاص ، وأخذت تفكر في صغارها ، ماذا لو أتى وقت طعامهم ؟ فهل ستتركهم ، حتى يموتوا من فرط جوعهم ؟ فكرت النملة قليلًا ، ومن ثم ، أسرعت إلى جارتها النملة ، ونادت عليها بصوت عالٍ ، فلما خرجت إليها النملة ، أخذت النملة الأم ، تستغيث بها ، وأخبرتها بأن طعام أطفالها ، قد تناثر من العاصفة القوية ، والشتاء الجارف .
وترجت منها أن تعطيها بعض الطعام ، حتى تؤكل صغارها ، وأنها سترده إليها ، بمجرد أن يجف المطر ، فرفضت النملة أن تعطيها شيئًا من الطعام ، فأخذت تتوسل إليها ، بأن أطفالها سيموتون من الجوع ، فأجابتها النملة ، بلا رحمة ، ولا شفقة ، بأنها لا تملك أي طعام .
سارت النملة الأم في طريقها ، حزينة ، بائسة ، وأخذت تبكي ، وتتوسل إلى ربها ، وأخذت تناجيه وقتًا طويلًا ، وقد استجاب الله دعاء النملة ، وتوقفت الأمطار بإذنه ، وجفت الأرض من الماء ، فاستطاعت النملة أن تجمع طعامها المتناثر في الأرض ، هنا ، وهناك .
وأطعمت صغارها ، وبعض مرور عدة أيام ، جاءت جارتها النملة ، تنادي عليها ، ووتوسل إليها ، أن تعطيها شيئًا من الطعام ، لأن طعامها قد نفذ ، وصغارها سيموتون من شدة الجوع ، فبدون تردد ، أعطتها النملة جزءًا من الطعام ، فندمت الجارة أشد الندم ، وأخذت تتأسف ، وتعتذر إلى النملة ، لأنها أخطأت في حقها كثيرًا .