كان يا مكان ، يا سعد يا إكرام ، في غابة قديمة ، مملوؤة بالأشجار الكثيفة ، وأروع الأزهار الملونة ، كان في تلك الغابة ، أرنب نشيط للغاية ، وكان يحب ممارسة الرياضة كثيرًا ، كما كان يعشق النظافة ، فكان كل يوم ، يقوم بتنظيف بيته ، وترتيب غرفته ، وكان دائمًا يردد بفخر :” لا يوجد أي بيت في الغابة كلها ، أكثر نظافة من بيتي ، فكم يعد بيتي مرتبًا ، ورائعًا ، ونظيفًا ! وكان يتمنى أن ينال جائزة عن أفضل منزل في الغابة القديمة ” .
وفي يوم من الأيام ، مر الديك الأحمر بشكله الجميل ، وأخذ يصيح حتى يستيقظ الكل في وقت باكر ، كان الديك يسير في خفة ، ونشاط ، وسعادة ، وحيوية ، فلما مر على بيت الأرنب ، حياه ، وقال له : ” ما أروع بيتك أيها الأرنب النظيف ! فبيتك متكامل في كل شيء ، الترتيب ، والنظافة ، والرائحة الحلوة ، فلا بد من أنك ستفوز بجائزة أجمل منزل في الغابة ” .
مشى الديك الجميل في طريقه ، واصطحب الأرنب معه ، حتى وصلا إلى بيت الدب دبدوب ، فوجداه لم يستيقظ بعد ، فهو كسول للغاية ، فأخذ الديك يصيح ، ولكن بلا جدوى ، استاء الديك من الدب دبدوب ، فتعليمات ملك الغابة ، توجب إيقاظ الجميع باكرًا .
أخذ الديك ، والأرنب يصيحان ، ويناديان معًا على الدب دبدوب ، وهو لا يرد عليهما ، وفجأة سمع الأرنب صوت الدب ، وهو يتأوه من الألم ، بضعف شديد ، ويحاول طلب النجدة ، فأسرع الديك والأرنب إليه ، فوجدا الدب دبدوب على الأرض ، يكاد يموت من الألم ، وعيناه تغرورتان بالدموع ، فسألاه عما أحل به .
فرد عليهما الدب دبدوب ، بحزن وألم شديد : ” إن بطني تؤلمني بشدة ، فسألاه عما أكل ، وقد لاحظا وجود رائحة بشعة للغاية ، في أرجاء بيته ، واستنكرا عليه ترك بيته ، مهمل ، وغير نظيف إلى تلك الدرجة ، فرد عليهم قائلًا : ” إنني لم أقوم بتنظيف بيتي ، منذ أيام عديدة ، وأصابني الكسل ، لم أذهب إلى ثيد الأسماك ، حتى أتناولها ، بل تناولت سمكة كانت في البيت ، منذ عدة أيام .
فشعر الديك والأرنب بالضيق من الدب دبدوب ، وحذراه من ترك البيت كذلك ، وقالا له في نفس واحد : ” لا بد أن تنظف بيتك دائمًا ، حتى لا تكون عرضة للأمراض ” ، أخذ الدب الدواء ، وارتاح قليلًا ، ثم استأنف الديك والأرنب قائلين : ” هيا بنا ننظف المنزل سويًا ، فحتمًا ، سيزول ألمك بالنظافة ، وإلا فستمرض يومًا بعد يوم ” ، فندم الدب وعرف أنه أخطأ ، ولا بد أن ينظف بيته كل يوم .
وبعد أن تم تنظيف البيت كله ، ذهب كل منهم إلى عمله ، وهم يدركون جيدًا أهمية النظافة .