كان ياما كان ، يا سعد يا إكرام ، كان يوجد طفل صغير ، اسمه رشاد ، وكان رشاد مولع ، وشغوف بأعمال الزراعة كثيرًا ، وكان أكثر ما يحبه من الفاكهة ، ثمرة التفاح الطيبة ، اللذيذة ، فهي مفيدة جدًا لنمو الجسم والعقل ، إلى جانب مذاقها الشهي ، اللذيذ ، وفي يوم من الأيام ، أخذ رشاد يفكر في اقتناء شجرة كاملة من التفاح ، ولأنه كان يحب أعمال الزراعة ، ويهتم بها كثيرًا ، فكر في أن يزرع شجرة من التفاح ، في حديقة منزله .
فماذا يفعل رشاد ؟ فهو يتمنى لو يصير لديه شجرة دائمة من التفاح ، يراها وقتما يشاء ، ويستمتع بمذاق ثمارها في كل وقت ، دون ملل ، فكر رشاد ، وذهب إلى مشتل بيع النباتات ، والشجيرات الموجود بالقرب من بيتهم ، فأخذ يتجول بين النباتات ، إلى أن وقع نظره على شجيرة صغيرة من التفاح ، وكانت الشجيرة تتسم بأوراقها الخضراء اليانعة ، والجذع الصلب البني .
اشترى رشاد الشجيرة ، وقام بحفر حفرة عميقة في حديقة بيتهم ، ومن ثم ترك الحفرة تتشمس بعض الوقت ، حتى لا تكون رطبة ، وتتسبب في عفن الشجيرة ، بعد فترة ، أتى رشاد ببعض من السماد الطبيعي ، وإناء به قليل من الرمل الناعم ، وقام بدمج السماد مع الرمل .
أحضر رشاد شجيرة التفاح اليانعة ، ووضعها في الحفرة العميقة ، وثبتها جيدًا ، ووضع عليها التراب ، ومن ثم وضع خليط الرمل مع السماد ، ثم سقى النبات بالماء ، أخذ الطفل رشاد ، يرعى نبتته ، ويهتم بها ، ويرويها في موعدها ، من كل أسبوع ، وكان يدعمها بالسماد الطبيعي من وقت إلى آخر .
كانت الشجيرة تكبر يومًا بعد يومٍ ، وأوراقها تتكاثر شيئًا فشيءٍ ، وطولها يكبر ، وأغصانها تتفرع ، ورشاد يقوم بدوره تجاه الشجيرة ، فيقتلع جميع الأعشاب الضارة ، التي تظهر على جذورها ، وبين أوراقها ، ويرعاها دائمًا ، وعقب أعوام قليلة ، كبر الطفل رشاد ، وكبرت معه شجيرته ، وأصبحت شجرة كبيرة ، مثمرة ، وكان رشاد ينظر إليها ، ويشعر بالفرح الشديد .
اعتاد رشاد كل يوم ، بعد أن يعود من جامعته ، أن يقوم بقطف العديد من ثمار التفاح الشهية ، ويشرع في تناولها مع أسرته ، في حديقة المنزل ، وكان كثيرًا ما يشعر رشاد بالفرح الشديد ، لأنه زرع الشجرة ، وظل يرعاها ، إلى أن أصبحت بهذا الشكل الرائع ، وحمد ربه كثيرًا على نعمه ، التي لا عد ، ولا حصر لها ، فالحمد لله على كل شيء .