الماء سر الحياة ، فو أساس كل شيء حي ، وبدون الماء ، لن ننعم بحياة فاضلة ، كالتي نحياها ، ومن هنا يتوجب علينا الحفاظ على كل قطرة ماء ، وألا نهدر في استخدامه ، لأننا سنحاسب على كل قطرة منه .
قصة الطفلة التي أهدرت الماء
كان ياما كان ، كانت هناك طفلة مهملة اسمها ملك ، لم تكن تهتم أبدًا بالحفاظ على الماء ، حاولت أمها مرارًا ، وتكرارًا ، أن تلقنها دروسًا مهمة ، عن الترشيد في استخدام المياه ، ولكن رغم كل هذه المحاولات ، إلا أن الطفلة لم تستجب لما قالته أمها ، ولم تجد معها جميع المحاولات السابقة .
وفي يوم من الأيام ، ذهبت الفتاة الصغيرة ملك ، وتوجهت نحو المطبخ ، لأنهاكانت عطشى ، وأرادت أن تشرب ، ولكنها في المقابل ، سمعت الصوت قادم من التلفاز الخاص بهم ، يا للهول ، فالبرنامج الذي تحبه الطفلة ملك ، قد بدأ ، وهو يعد من أكثر البرامج المفضلة لديها ، والتي تحرص كثيرًا ، على ألا تفوتها حلقة واحدة من حلقاته .
وعلى الفور ، أسرعت الطفلة ملك ، وذهبت إلى غرفة الجلوس ، حيث يوجد التلفاز ، وأنصتت ، لكي تستمع إلى برنامجها المفضل ، في هدوء ، واستمتاع ، ولكن أخطأت ملك خطأ فادحًا ، فلم تنتبه إلى صنبور المياه ، الذي قامت بفتحه ، وقد جرت من مكانها ، وتركت الصنبور وراءها مفتوحًا ، تنزل منه قطرات الماء ، قطرة تلو الأخرى ، دون هوادة ، ولا توقف ، ولم يهمها أي شيء ، سوى الركض بسرعة ، لكي تشاهد برنامجه المفضل ، الذي تحبه كثيرًا .
ظلت الطفلة ملك تشاهد برنامجها المفضل ، إلى انتهى البرنامج ، فقامت ملك عقب انتهاءه على الفور ، ودخلت غرفتها ، لكي تنام ، وفيساعة متأخرة من الليل ، أسرع الطفل علي ، وهو أخو ملك ، ولكنه يصغرها في السن ، وتتابعت صيحات علي ، وصرخاته المتتالية ، التي يعتريها الخوف ، والاضطراب ، وأسرع إلى أمه ، وهو في تلك الحالة ، التي تزداد لحظة تلو الأخرى .
أسرع علي إلى أمه ، وطلب منها أن تسرع في النهوض ، فهناك كارثة في المطبخ ، فقد كثر الماء في المطبخ ، لدرجة أن كل شيء أوشك على الغرق ، كما أن الماء تسلل إلى مناطق أخرى من أرجاء البيت ، فالمطبخ أصبح شبيهًا ببحر جارٍ ، نهضت الأم من نومها مفزوعة ، وأخزت تركض ، وتهرول في سرعة غير مسبوقة ، وكان طريقها كله مليئًا بالماء ، الذي يزداد ، كلما اتجهت نحو المطبخ ، إلى أن وصلت الأم إلى المطبخ .
فلما وصلت الأم بدورها إلى المطبخ ، وجدته غارقًا بالماء ، ولاحظت أن صنبور المياه مفتوح ، وتتساقط منه قطرات الماء بسرعة ، وبلا توقف ، أغلقت الأم صنبور المياه على الفور ، وقامت بتنشيف الماء ، وتجفيف الأرضيات في أرجاء المنزل جميعه ، إلى أن انتهت الأم بعد وقت طويل من تجفيف المياه ، الموجودة في المنزل ، وقد أصابها الإجهاد ، والإعياء الشديد ، نتيجة للمجهود الكبير الذي بذلته الأم .
بعد أن انتهت الأم ، اجتمعت بصغارها ، وسألتهم عمن فعل فيهم تلك الفعلة ، فقالت ملك أنها من فعلت ذلك ، واعتذرت إلى أمها ، وبكت ، فسألتها الأم عن السبب ، ولما عرفت أن التلفاز هو السبب ، منعت ملك من مشاهدة التلفاز لمدة أسبوع كامل ، فندمت ملك أشد الندم ، ومن يومها ، وهي تحافظ على كل قطرة مياه .