يحكى أنه في قديم الزمان كان هناك شحاذًا فقير يجوب الشوارع ويجمع ما يجود به الناس عليه ، وفي أخر النهار يذهب إلى كوخه ليضع ما جمعه طوال النهار ،ولكنه كان في كل يوم يجد أن ما وضعه قد نقص ،فانتظر في الكوخ في أحد الأيام ليرى من يأخذ طعامه ، فوجد فأرًا أتى وأكل من الطعام ولم يترك له سوى ثمانية أشياء ، فسأله لماذا تأكل طعامي كل يوم ، فقال له الفأر هذا قدرك ! فأنت لن تحصل سوى على ثمانية أشياء فقط كل يوم .

تعجب الشحاذ من كلام الفأر وسأله لماذا ، فقال له الفأر لا أعرف ، فلتسأل الراهب فربما يعرف ، فقرر الشحاذ أن يذهب إلى الراهب ليسأله ، وأخذ طعامه القليل وبدأ في رحلته ، وبعد فترة نفذ الطعام ، وشعر الشحاذ بالتعب ، فوجد أمامه بيت ، فطرق الباب ، ففتح صاحب المنزل ، فأخبره الشحاذ أنه مسافر ويحتاج لبعض الراحة .

فأدخله صاحب المنزل وأعد له أفضل الطعام ، وجلس معه على المائدة وسأله عن المكان الذي يريد الذهاب إليه ، فقال له أنه ذاهب إلى الراهب ليسأله سؤالًا ، وكانت زوجة الرجل موجودة ، فقالت للشحاذ هل يمكن أن تسأله سؤالًا أخر ، فقال لها بالطبع .

فقالت له إن لي ابنة وحيدة وقد كبرت ولم تتحدث طوال حياتها ، فهل يمكن أن تسأله كيف نجعلها تتحدث ، عندما ارتاح الشحاذ شكر أصحاب المنزل وغادر حتى يستكمل رحلته ، وسار لمدة طويلة حتى وصل إلى مرتفعات وسلاسل جبلية وعرة ، فوقف ينظر ماذا يمكن أن يفعل ليعبر تلك الجبال .

وبينما هو ينتظر مر عليه ساحر وسأله لماذا يقف هكذا في هذا المكان الموحش ، فقال له إنه يريد أن يعبر هذه الجبال حتى يصل إلى الراهب لأنه يريد أن يسأله سؤال ، فقال له سوف أحملك على عصاي السحرية وأنقلك عبر الجبال ، ولكن هل يمكن أن أبلغك سؤال لتسأله للراهب حين تراه ، قال الشحاذ بالطبع .

فقال له إنني أحاول أن أطير لأصل إلى السماء منذ ألف عام ولكنني لم أنجح حتى الآن ، فهل يمكن أن تسأله عن السبب ، وصل الشحاذ إلى نهاية الجبل فشكر الساحر ، وسار في طريقة حتى وصل إلى نهر عميق ، فجلس ينظر إلى النهر ويفكر كيف سيعبر هذا النهر العميق بدون قارب وهو لا يجيد السباحة ؟ .

وفجأة أتت سلحفاة ضخمة كانت تسبح في النهر وسألته ، لماذا يجلس هكذا على النهر وهو حزين ؟ ، فقال لها أنه يريد عبور النهر حتى يصل إلى الراهب لأنه يريد أن يسأله سؤال ، ولكن النهر عميق وهو لا يستطيع السباحة ، فقالت له السلحفاة أنها سوف تحمله على ظهرها وتنقله إلى الضفة الأخرى من النهر ، ولكنها تريده أن يسأل الراهب سؤالًا ، فهي تحاول أن تصبح تنينًا منذ خمسة آلاف عام ولكنها لم تنجح وتريد أن تعرف السبب .

عندما وصل الشحاذ إلى الشاطئ شكر السلحفاة ، وسار في طريقة حتى وصل إلى منزل الراهب ، وعندما دخل سأله الراهب عن السبب الذي أتى به ، فقال له أنه سافر مسافة طويلة لأنه يريد أن يسأله بضعة أسئلة ، فقال الراهب أنه لن يجيب سوى على ثلاثة أسئلة فقط ، ففكر الشحاذ قليلًا ، فهو يريد أن يسأل أربعة أسئلة ، ولكنه وجد أن أسئلة أصحابه أهم من سؤاله ، فهو في النهاية يحصل لى الطعام حتى لو قليل  ، فقرر أن يطرح عليه أسئلتهم فقط .

فسأله عن السلحفاة ، فقال له الراهب أن السلحفاة يجب أن تنزع صدفتها حتى تتحول إلى تنين ، أما الساحر فهو يحمل عصاه دائمًا ولا يتركها فتثبته في الأرض وحتى يطير ويصل إلى السماء يجب أن يترك عصاه ، أما الفتاة فهي سوف تتكلم عندما ترى زوجها المستقبلي .

فعاد الشحاذ وأخبر السلحفاة بكلام الراهب ، فنزعت صدفتها وتحولت على الفور إلى تنين ، وكانت الصدفة مليئة باللؤلؤ ، فأعطته للشحاذ لأنها لم تعد تحتاج إليه ، فحمل الشحاذ اللؤلؤ وسار حتى وصل إلى الساحر ، وأخبره بكلام الراهب ، فعمل بالنصيحة ووجد نفسه يطير ، فقام بإعطاء عصاه السحرية إلى الشحاذ لأنه لم يعد يريدها ، ففرح الشحاذ لأنه أصبح يملك المال والقوة ولم يعد يحتاج لشيء أخر .

ثم استكمل مسيرته حتى وصل إلى منزل من ضيفوه ليخبرهم عما قاله الراهب ، وعندما دخل قال لهم إن ابنتهم سوف تتحدث عندما ترى زوجها المستقبلي ، وفي تلك اللحظة خرجت الابنة من حجرتها فلما رأت الشحاذ تحدث وقالت من هذا الشاب ؟ . ففرح والديها كثيرًا وعرفا أن الشحاذ هو زوج ابنتهم المستقبلي ، وزوجه لها ، وهكذا أدرك الشحاذ أنه عندما ساعد الآخرين حصل على كل شيء في النهاية .

مترجم عن : Buddha and the Beggar

By Lars