يحكى أنه في قديم الزمان كان هناك مزارع فقير يعيش مع ابنته في منزل صغير ، وقد منحهم حاكم المدينة قطعة أرض صغيرة ليزرعوها ، ويعيشوا من إنتاجها ، وفي أحد الأيام بينما كان المزارع يحرث الأرض وجد صندوق ذهبي رائع الجمال ، فلما فتحه وجده فارغًا ، فأخبر ابنته أنه ينوي أن يعطيه للحاكم هدية .
فقالت له ابنته ألا يفعل ذلك لأن الحاكم إذا وجد الصندوق فارغًا فسوف يعتقد أنهم أخذوا ما بداخله ، ولكنه لم يستمع إلى نصيحتها وذهب مسرعًا إلى قصر الحاكم وأعطاه الصندوق وقال له أنه وجده في الأرض التي منحه إياها ، فسأله الحاكم عما كان بداخل الصندوق ، فلما أبره المزارع أن الصندوق كان فارغًا لم يصدقه الملك وظن أنه يكذب عليه فأمر بحبسه .
وأثناء بقاء في السجن تحدث مع حارسه وأخبره عن قصته وأنه يشعر بالندم لأنه لم يستمع لكلام ابنته الذكية ، فذهب الحارس إلى الملك وأخبره بأمر ابنة المزارع التي يقول أنها ذكية ، فأثار ذلك فضول الملك وأراد أن يرى إذا كانت الفتاة ذكية بالفعل أم أن المزارع يكذب مرة أخرى .
فأرسل الحاكم في طلب الفتاة ،وعندما دخلت إلى مجلسه توسلت إليه أن يطلق سراح والدها ، فأخبرها الملك أنه سوف يطلق سراح والدها ويتزوجها إذا حلت اللغز الذي سيطلبه منها ، وهو أن تأتيه وهي بدون ملابس ولكن ليست عارية ودون ركوب جواد أو عربة وبدون أن تسير في الشارع .
فوافقت ابنة المزارع وقالت له أنها ستأتيه في اليوم التالي بعد أن تحل اللغز ، وذهبت فلفت كل جسدها بالحبال ، وربطت يدها في لجام الحصان وسارت على حافة الأرض الفاصلة بين الحقل والطريق ، وعندما وصلت إلى الحاكم أدرك أنها ذكية بالفعل وأعجب بسرعة بديتها ، فتزوجها على الفور وأطلق سراح أبيها .
وذات يوم كان الملك يسير في الشارع ليتفقد الرعية فوجد طفل صغير يبكي ، فسأله عن سبب بكاؤه قال له أن هذا الرجل يأخذ المهر الخاص بي ، فقال له الرجل إن المهر موجود تحت بقرته وهو بذلك يكون ملكه ، فصدقه الحاكم وقرر الحاكم أن يأخذ صاحب البقرة المهر .
فقرر الطفل أن يلجأ لزوجته الحاكم الذكية لتساعده ، وفي اليوم التالي بينما الملك يتفقد أحوال الرعية فوجد الطفل يحمل في يده شبكة ويصطاد في منتصف الطريق ، فتعجب الحاكم من فعل الطفل وسأله ماذا يفعل بالشبكة في البر ، فقال له الطفل إذا كانت البقرة يمكن أن تلد مهرًا فإنني أستطيع أن اصطاد السمك من منتصف الطريق .
تعجب الحاكم من دهاء الطفل ولكنه فكر أن هناك شخص قد دله على تلك الحيلة ، فقال له سوف أعيد إليك المهر بشرط أن تخبرني من ذلك على تلك الحيلة ، فأخبره الطفل أن زوجة الحاكم بنفسها هي التي دلته على تلك الفكرة ، فغضب الحاكم من زوجته لأنها تتدخل في شئون الحكم وطلب منها أن تأخذ أعز ما تملك وتغادر القصر .
فاستأذنته أن تقضي معه ليلة أخيرة ثم ترحل ، فوافق على ذلك وفي المساء حضرت له شرابًا ووضعت فيه مخدر ، فلما نام وضعته في صندوق وحملته معها إلى منزل أبيها المزارع الفقير ، فلما استيقظ الملك وجد نفسه في هذا المنزل المتواضع وبجواره زوجته .
فسألها لما فعلت ذلك فقالت له أنها طلب منها أن تأخذ معها أعز ما تملك وأنه هو أعز ما تملك ، فأعجب الحاكم بذكاء وحكمة زوجته وأعادها معه إلى القصر وجعلها وزيرة ومستشارة له .