كان يا ما كان في قديم الزمان مزرعة صغيرة يعيش سكانها في أمان وكان يعيش فيها ديك صياح له ريش ملون خلاب يملك الديك صوتًا جوهريًا جميلًا ، يوقظ به السكان في كل صباح وكان يسكن المزرعة أيضًا كلب قوي ووفي يحمي سكان المزرعة من كل دخيل شرير وكان الديك والكلب صديقان حميمان متلازمان لا يكادان يفترقان طيلة اليوم .

وفي يوم من الأيام اقترب من حدود المزرعة ثعلب ماكر كان يبحث عن فريسة حتى يملأ معدته الخاوية وبينما كان يطفو الثعلب حول المزرعة شاهد الديك الجميل فقرر أن يجعل منه وجبة شهية ولكن ما العمل والديك يحميه كلب قوي ووفي فتفطن الثعلب الماكر أن السبيل الوحيد للوصول إلى الديك هو من خلال فصله عن الكلب فبدأ في بث النميمة بين الصديقين حتى يفرق بينهما .

فقام بسرقة بعض البيض ووضعه في بيت الكلب ثم ذهب إلى الديك لكي يخبره وقاله له أنا هنا لأخبرك بأمر وقال لقد رأيت صديقك الكلب يخرج من قن الدجاج حاملًا بعض البيض وأظن أنه سرقه فرد الديك هذا مستحيل أيها الكاذب فالكلب صديق وفي فقال له إن كنت لا تصدقني اذهب إلى بيته وتأكد بنفسك وذهب الديك مسرعًا إلى بيت صديقه حتى يثبت برائه ولكنه صدم عندما وجد البيض فأسرع للكلب وأخذ يصرح فيه دون أن يترك له المجال حتى يدافع عن نفسه .

وقال له أيها الخائن كيف استطعت أن تغدر بي وتسرق البيض من القن إياك أن تقترب مني ومن القن بعد اليوم ، غادر الديك المكان تارك الكلب حائرًا في أمره ولا يدري ماذا يفعل وهكذا استطاع الثعلب التفرقة بين الصديقين واستطاع كذلك أن ينفرد بالديك المسكين ويحاول افتراسه ولكنه نسي أن للديك صوتًا قويًا يسمع من بعيد وأن للكلب سمعًا حادًا يلتقط الأصوات الخافتة فقد أخذ الديك يصيح ويستغيث وهرع الكلب المخلص إلى صديقه حتى يوقظه من قبضة الثعلب الشرير وطرده من المزرعة ومحيطها وعندها تفطن الصديقان إلى حيلة الثعلب الماكر فتصالحاه وتعاهدا على عدم الشك في إخلاص كل منهما للأخر وتعلما ألا يضغيا إلى النمامين العاملين على تفرقة الأحبة وأن يتأكدا من صحة إدعائدتهم قبل إصدار الأحكام .

By Lars