لقد أفقتُ وأنا أشعر بالفزع على حركة بالقرب مني ، وبمجرد أن فتحت عينيّ حتى زايلني فزعًا ، حيث أنني رأيت الخلد وهو يتجه نحو بيته ، حينها تنهدتُ مرتاحًا ، ثم قلت : أخفتني ؛ كنت أحسبك .. ، فتوقف الخلد قائلًا بعد أن قطع حديثي : الثعلب ؟ ، وقبل أن أجيب بأي شيء ؛ تحدث مرةً أخرى قائلًا : هناك أرنب يبحث عنك .
في ذلك الوقت فغرتُ فمي وأنا أسأل في تعجب : أرنب ! ، فأجابني الخلد : هذا ما قاله لي ، ياللعجب أرنب يبحث عني ، لعلّ هذا الأرنب مجنون ، فليكن ما يكن ، إنه حقًا أرنب ، ثم خفق قلبي بصورة عنيفة ، يا ويلي فلابد أنه هو ، لقد خفّ عقلي مرة ، حيث تحدثتُ عنه أمام كثيرين قائلًا أنه.. ، في هذه اللحظة صعقتُ وكدت أتهاوى .
لقد رنّ حينها صوته في أذني وهو يتحدث قائلًا : مرحبًا ، فرفع الخلد رأسه في ذلك الوقت قائلًا : إنه هو ، ثم قاطعني الكلب وهو يقول : الأرنب ، ثم اقترب مني وتابع حديثه قائلًا : هذا ما قد قلته عني بالضبط أمام الكثيرين ، فتراجعتُ وأنا أشعر بالرعب ، كانت أقدامي لا تكاد تحملني .
وفي ذلك الوقت تأتأتُ قائلًا : لا.. لا يا عزيزي ، أنا.. أنا أرنب ، فقام بالتكشير عن أنيابه ، وآه يا ويلتي من أنيابه ، ثم قام بالانقضاض عليّ وهو يقول : لقد وعدتُ الجميع أن أُسمعهم صوت صرخاتك ، وفي تلك اللحظة شهقت حينما انغرزت أنيابه في أذني مثل الخناجر ، ثم أطلقتُ صرخة قوية قد تردد صداها في جميع أنحاء الغابة .
الحكمة من القصة : عليك أن تحترس أثناء حديثك عن عدوك سواءًا كان هذا العدو قوي أو ضعيف ، ويجب أن تكون حريصًا في أسلوب محاربتك له ، ولابد وأن تكون على أهبة الاستعداد لما قد يحدث لك من هذا العدو ، فلتنتبه إلى كل ما تقوله ، ولتكن على قدر كلامك ولا تبالغ فيه.
القصة من الأدب العربي للكاتب : طلال حسن