في قصر من قصور الملوك القديمة ، كان هناك صبي صغير والده هو المشرف والوصي على قلعة القصر القديمة المثيرة للإعجاب ، كان المكان مليئًا باللوحات القديمة والأسلحة والدروع الحربية القوية ، وبينما كان الصبي يتجول في القلعة لاحظ وجود شيء غريب في واحدة من اللوحات الرئيسية .
ففي تلك اللوحة كان يظهر أحد الملوك القدامى ، مع الصولجان في يده وهو واقفًا بجانب ابنه وبعض أعضاء المحكمة ، لكن الغريب أن الملك قد اختفى من اللوحة فجأة ، كان الولد قلق جدًا مما حدث ، وكان يعتقد أنه كان قد ارتكب خطأ ما ؛ ولكن في وقت أخذ يتابع اللوحة مرة أخرى ، ولاحظ أن الصولجان الذي قد تركه الملك هناك كان يميل بزاوية قليلة .
ولكن بعد قليل اندهش الصبي عندما رأى بعد ذلك بقليل ، أن زاوية الصولجان ازدادت بدرجة كبيرة ، وتوقع أنه في غضون بضع ساعات سينتهي بها الأمر إلى ضرب الأمير على رأسه ، لذلك أسرع الصبي وبدأ يبحث في جميع أنحاء القلعة عن الملك المفقود .
وأخيرًا وجد الصبي الملك يستحم في أحد حمامات القلعة ، وهو مستمتعًا بالهدوء وسط الفقاعات الرائعة في حوض الاستحمام الأكبر في المبنى بأكمله ، كان الصبي صامتًا عند رؤيته لذلك فقد صدمه ترك الملك للوحة والمجيء إلى حمام القصر ، ولكن أوضح له الملك أنه قد أمضى سنوات وسنوات معلق على جدران تلك القلعة ، ولم يقم أحد بتنظيف الغبار من عليه ؛ ولا حتى لمرة واحدة.
لقد أصبح قذرًا لدرجة أنه لم يعد يستطع تحمل ما هو فيه ثانيةً أخرى ، وكان عليه الركض للحصول على حمام دافئ وعندما تعافى الصبي من المفاجأة ، شرح للملك بكل احترام ما كان سيحدث مع الصولجان والأمير ، فهرع الملك من الحمام ليعود إلى مكانه في اللوحة ، وأخذ يشكر الصبي على التحذير ويتوسل إليه أن يطلب من والديه ، أن يقوما بتنظيف اللوحات بين الحين والآخر .
لكن الصبي لم يكن بحاجة إلى أن يطلب من والديه ذلك ، فمنذ ذلك اليوم قام هو بنفسه بتنظيف ورعاية جميع اللوحات والمنحوتات الموجودة في تلك القلعة ، والتأكد من أن أيًا من هذه الشخصيات لن يضطر مرة أخرى ، للفرار من أجل الحصول على حمام جيد.
القيمة الأخلاقية المستفادة من القصة :
علينا أن نهتم بنظافة وترتيب ما حولنا حتى نشعر بالراحة ، وتظل اللوحات والمقتنيات جميلة ناصعة ، فهي ليس لديها أفواه لتخبرنا بمدى السوء التي أصبحت فيه ، ولكننا نحن لدينا أعين كافية لترينا ذلك ، فالله سبحانه تعالى جميل يحب الجمال لذا يجب علينا أن نجعل كل شيء من حولنا جميل حتى نستطيع العيش بسلام وراحة .