كان هناك ذات مرة طفل ذكي يحب مساعدة الآخرين ويُدعى باسم علاء ، وبينما كان يمشي مع أصدقائه ذات يوم قابل في طريقه جاره البخيل الذي قام بالنداء عليه ، ولكن أصدقائه نصحوه بألا يهتم بنداء ذلك الرجل البخيل .
كان علاء يعلم مساوئ الرجل البخيل ولكنه وقف يفكر فيما سيفعل معه ، فقال أحد أصدقائه :”لا تهتم لأمر هذا الرجل يا علاء ، أنسيت ما فعله مع صديقنا أحمد حينما احتال عليه وأخذ نقوده حتى يُكمل ثمن مشترياته”.
أجاب علاء على صديقه قائلًا :”نعم أعلم ذلك ، ولذلك لابد وأن أُلقن هذا الرجل درسًا لا ينساه طوال حياته” ، ذهب علاء إلى الرجل قائلًا :” نعم يا عمي ” ، فقال له الرجل في خبث :” خذ يا بني هذا الدينار وقم بإحضار طعام من أجلي ومن أجل خروفي الصغير الذي أقوم بتربيته في حديقة منزلي ، وعليك أن تتذكر إحضار شيء أتسلى به في البيت”.
أخذ علاء الدينار وهو لا يصدق ما يسمعه ، حيث أصابته الدهشة كما تعجب أصدقائه من حال ذلك الرجل ، ثم خطرت فكرة ذكية في بال علاء ، فابتسم علاء وذهب مع أحد أصدقائه إلى السوق من أجل تنفيذ خطته الماكرة .
قام علاء بشراء بطيخة حمراء بنصف دينار فقط ، ثم وضع نصف الدينار الآخر داخل جيبه ، ثم عاد إلى جاره البخيل ليُكمل تنفيذ خطته ، وحينما وصل إلى الجار قال له وهو مبتسم :”تفضّل هذا هو الطعام الذي طلبته مني”.
بدأ الرجل يحرك شفتيه ليتحدث ، ولكن علاء أكمل كلامه قبل أن يتكلم الرجل ، حيث قال له :”لقد بقيت كثيرًا أفكر فيما سأحضره لأجلك ولأجل خروفك الصغير ، حتى توصلتُ إلى شراء هذه البطيخة الجميلة ، انظر إليها فإنها حمراء وجميلة”.
اندهش الرجل فأكمل علاء حديثه :” يمكنك أن تأكل من هذه البطيخة ثم تقوم بإلقاء القشر إلى خروفك ، كما يمكنك أن تغسل البذر الذي يوجد بداخلها ثم تقليه وتتسلى بأكله أثناء الليل ” ، تعجب الرجل البخيل من ذكاء هذا الطفل .
أخذ الرجل البخيل البطيخة دون أن يتحدث ، ثم همّ أن يمشي فاستوقفه علاء وأعطاه نصف الدينار الذي تبقى معه ، ثم قال له :” إنه من الأفضل ألا تستخدم ذكائك في الاحتيال على الناس وسلب نقودهم ، وعليك أن تستخدم هذا الذكاء فيما هو مفيد”.