عاش الصياد وزوجته على جرف قرب البحر الكبير واعتاد الصياد أن يذهب يوميًا إلى الجرف لكي يصيد الأسماك لكسب قوته ، وكان سعيدًا بحياته المتواضعة ولكنه كان يعلم أن زوجته الغاضبة دائمًا لا تشاركه السعادة ، حين وصل قالت له انظر إلى البيت رائحته عفنه أنظفه ليلًا ونهارًا بلا فائدة ، أحب الصياد زوجته ولكنها دائمًا ما كانت تشتكي فإذا اصطاد لها سمكتين تطلب منه الثالثة وإذا أحضر لها المانجو تطلب منه الخوخ .
ولا شيء يشعرها بالسعادة أبدًا ، قال لها يا عزيزتي ماذا أفعل لكي أسعدك فقالت أخرجني من هذا المنزل وسوف أكون سعيدة ، وذات يوم ذهب الصياد لكي يصطاد كعادته وكانت المياة زرقاء وهادئة فجلس وانزل صنارته في البحر ومرت الساعات وبدأ يشعر بالتعب ، وقال اعتقد أننا سنأكل فاكهة اليوم ثم امسك الصياد بصنارته جيدًا وأخذ يشده .
اندهش الصياد عندما رأي الخطاف ممسكًا بسمكه صغيرة ملونة وبراقة وقال أنها صغيرة ولكنها ثقيلة ، لابد أنها أكلت كثيرًا فقالت السمكة أيها الصياد هذا ليس السبب وراء ثقل وزني فقال لها الصياد أنت تتحدثين كيف تعرفني فقالت السمكة أنا أعرف عنك الكثير أنا سمكة مميزة فأنا أمير مسحور دعني أذهب فطعمي لن يكون جيدًا فأطلق صراحها .
وتحمس الصياد لإخبار زوجته عن السمكة فأسرع إليها ناسيًا أنه لن يحضر لها سمك ، ثم قال عزيزتي سوف أخبرك شيئًا ، فقالت ماذا ألم تحضر سمك ، فقال لا لا فقد اصطدت سمكة تتكلم وأخبرتني أنها أمير مسحور ، فقالت ماذا وماذا فعلت فقال الرجل تركته ، فقالت الزوجة لما فعلت هذا نحن فقراء وجوعى وكوخنا عفن لما لم تطلن منزلًا أفضل ، فقال الصياد كيف يمكنه أن يمنحنني منزلًا علينا أن نسعد بحالنا فقالت هذا سيجعلني سعيدة ألم تقل أنه أمير مسحور لقد أنقذته ويمكنه أن يرد لك الجميل.
تردد الصياد ولكنه عاد إلى البحر ولدهشته أصبح لون الماء أخضر وأصفر فقال يا سمكة هل تسمعني ، فظهرت السمكة على الفور وكأنها كانت تنتظر عودة الصياد فقال لها زوجتي غير سعيدة ، فقالت السمكة ماذا تريد فقال تريد كوخًا فقالت السمكة حسنًا لها ذلك فعاد الصياد ووجد زوجته واقفة عند باب خشبي لكوخ جميل كان الكوخ مرتبًا ونظيفًا .
وبه أثاث ومدفئة أيضًا فقالت الزوجة انظر هذا المنزل أكبر وأنظف ، لم تنم الزوجة تلك الليلة وظلت تفكر فيما يسعدها ، وفي الصباح انتظرت زوجها على مائدة الطعام وقالت له اسمع هذا المنزل صغير أنا أريد قصرًا وأن أصبح ملكة فقالت عد إلى السمكة فقال ماذا لماذا تصبحين ملكة فقال هذا يكفينا فقالت دعني أقرر هذا ، فقالت عد إلى السمكة واجعلني ملكة .
وصار الصياد نحو البحر مترددًا أصبح الماء بنفسجي والرياح شديدة ، فقال يا سمكة هل تسمعني فقال لها زوجتي غير سعيدة فقالت السمكة ماذا تريد فقال تريد قصرًا وأن تصبح ملكة فقالت السمكة حسنًا لها ذلك ، عاد الزوج ووجد أن الكوخ قد اختفى وظهر بدلًا منه قصر له أبواب نحاسية وخدم كثيرون ورأى زوجته جالسة على العرش وعلى رأسها تاج فقال لها أأنت سعيدة فقال لا أريد شيئًا أخر أن أصبح إمبراطورة ، ذهب الصياد مترددًا إلى البحر ومرة أخرى حققت السمكة طلب الزوجة .
لما عاد الصياد وجد المنزل أصبح أكبر وفي الداخل جلست زوجته على عرش ذهبي ، فسألها أأنت سعيدة فقالت لا أدري خاف الصياد أن تطلب السمكة شيئًا أخر وكان مرهقًا من الجري طوال اليوم ، مر أسبوع والصياد يتمنى في كل ليلة أن تصبح زوجته سعيدة ، ولكنها تجلس كل ليلة تنظر إلى القمر والنجوم ، وفي ليلة قالت لزوجها أريد أن أكلم الشمس والقمر وأريد أيضًا أن أختفي وقتما أردت ، فقال الصياد كفى فلن أعود كان يعلم أن ذلك خطأ ولكنه أراد رؤيتها سعيدة ، تجمعت السحب في الخارج حول البحر ونادى على السمكة .
وحكى لها ماذا تريد الزوجة فقالت السمكة لها ذلك وجرى الصياد بأقصى سرعة وجد الصياد زوجته قد اختفت فبحث عنها في كل مكان ولم يجدها فجرى إلى البحر أصحب الماء هادئ ونقي ، ونادى على السمكة ، أرادت ان تكون خفية وهذا ما حدث فلن يتمكن أي أحد من رؤيتها أسرع الصياد للمنزل وأصيب بالدهشة عندما رأى زوجته واقفة عند باب الكوخ الصغير وقال لها لقد عدتي فقالت أجل لقد عرفت أن القصور والعروش لا تشتري السعادة ..