يُحكى أنه في قديم الزمان كان يعيش تاجر ثري جدًا ، وفي أحد الأيام ذهب لبلدة مجاورة ليتاجر بالمواد الطبية ، وذهب لمكان لكي يستريح فيه ويتناول بعض الطعام وأثناء تناول التاجر للطعام وجد رجال يعذبون كلبًا ، فقال لهم لماذا تعذب الكلب هكذا فرد عليه اللصوص وقالوا هذا ليس من شأنك فقال بل من شأني ثم قال لهم أريد الآن شراء هذا الكلب فقال له أطلب ما تشاء بكم ستبيعه فقال أريد عشرة دراهم فضية فدفعهم التاجر وترك الرجل الكلب له .
فقال التاجر للكلب من الآن أنت حر يمكنك أن تذهب حيثما تريد رافق الكلب الرجل وجلس أمام غرفته ، ولكن الرجال اللصوص اجتمعوا لوضع خطة حتى يسرقوا الرجل ووضعوا خطة محكمة وفي الليل تسلل اللصوص ولكن الكلب ظل ينبح فتراجع الرجال ثانية .
وفي اليوم الثاني دفع التاجر ثمن إقامته بالغرفة وغادر المكان ومعه الكلب ، وتبعه اللصوص ، مشى التاجر حتى توجه لضفة النهر ونادى على صاحب مركب وطلب منه عبور النهر ، فركب القارب هو والكلب وأثناء العبور كان اللصوص مختفيين وسط جزيرة بالنهر فأوقفوا القارب وربطوا صاحبة وأخذوا من التاجر نقوده وربطوه بالحبال ووضعوا التاجر داخل كيس كبير وألقوه بالنهر فقفز الكلب ورائه وسحب الكيس بفمه حتى وصل لقارب أخر ، فرأي صاحب القارب الكيس فحمله وخلص التاجر وقدم له الإسعافات اللازمة فلما استفاق قال للرجل أسرع لنجدة صاحب القارب إنه لا يزال هناك .
وأخبروا الشرطة عما حدث معهم فذهبوا للقاضي جميعًا ، وقال القاضي لحراسه أدخلوا صاحب الشكوى فقال له أيها القاضي تعرضت للنهب في بلدتك وأريد أن تنصفني فقال له القاضي أخبرني بما حدث بالتفصيل ، فقال التاجر هاجمتني عصابة من اللصوص نهبوا مالي ووضعوني في كيس وألقوا بي في النهر أنا وصاحب القارب ، فقال القاضي أحضروا صاحب القارب فجاء الحراس به وقال للقاضي لقد هاجمتنا عصابة من اللصوص كانوا متخفيين ولم نستطيع التعرف على وجوههم ولكن الكلب ظل ينبح وينبح .
فقال القاضي يبدو أن الكلب يعرف شيئًا ما فقال للحارس أذهب وتفقد الأمر مع الكلب ، فأرشد الكلب الحراس للصوص فقيدوا اللص وساقوه للقاضي ، فلما حضر للقاضي قال له ماذا تريد منى أيها القاضي فقال له اعترف بجرمك أيها اللص ، وأخبرنا من هم شركائك الآن فقال اللص أنا بريء لم أفعل شيئًا ولكن الكلب كان قد قطع جزء من ملابسه أثناء الاعتداء على التاجر ، فأحضر الكلب القطعة ، فقال القاضي أيها الحارس خذ قطعة القماش التي أحضرها الكلب وطابقها مع ملابس الرجل فقال الحارس إنها مطابقة لملابسه .
فقال اللص حسنًا سوف أعترف بكل شيء ، أنا الفاعل وأمر القاضي الحراس بإن يحضروا بقية اللصوص ، وخذوا المجرم للسجن لكي ينال جزائه المناسب فقال التاجر للكلب تعالى معي وأخذه معه إلى بلدته .