الإهمال صفة سيئة ، يجب علينا أن نبتعد عنها بشدة ، فهي لا تأتي سوى بالعواقب الوخيمة ، التي قد تدمر بيتًا ، أو قد تصيب إنسانًا بالأذى ، دون أن ندري بأننا من تسببنا في ذلك حقًا ، ولهذا كان عقاب الإوزة التي أهملت .

كان هناك شخص يدعى الشاطر حسن ، يسكن في منزل قريب من الغابة الجميلة ، وفي أحد الأيام خرج الشاطر حسن يقرأ كتابًا أمام منزله ، وهو يحمل في يديه قدح من الشاي الطيب المذاق ، حيث نسمات الربيع الهادئة تداعب وجه كل من تقابله ، وأثناء جلوس الشاطر حسن ، واستمتاعه بكتابه ، رأى إوزة بيضاء ، متوسطة العمر تقريبًا ، فسألها عما بها ، فلم تجبه ولكنها أخذت تبكي ، فشعر الشاطر حسن بالحزن من أجلها ، وسألها مرة أخرى عما ألمّ بها ، فأجابته الإوزة أنها قد طلبت من أمها ، أن تخرج لتلعب برفقة شقيقتها الصغيرة ، فأذنت لها الأمك على وعد من الإوزة المتوسطة ، بأن تضع عينيها على شقيقتها ، خشية أن تضل طريقها ، أو يأخذها حيوان مفترس ما ، لا قدر الله .

وبالفعل خرجت الإوزتان للعب ، ولكن للأسف التهت الإوزة المتوسطة في اللعب مع بعض الطيور ، من أصدقائها وما أن التفتت لتراقب شقيقتها ، فلم تجدها وأخذت تبكي بشدة ، وتقول أنا من أهملت في شقيقتي ، لابد وأنها الآن في قبضة حيوان مفترس ، نجح في اصطيادها حتى يلتهمها ، ثم انخرطت في بكاء شديد .

ربت الشاطر حسن بيديه على ريش الإوزة الناعم ، وقال لها بحزن شديد ، هذه عاقبة الإهمال يا صغيرتي ، كان لابد أن تطيعين أوامر من هم أكبر منك عمرًا ، ولكن دعينا لا نلقي اللوم على بعضنا الآن ، وهيا بنا نبحث عن شقيقتك سويًا ، ففرحت الإوزة وقالت له هل ستساعدني حقًا ، فأجابها هيا بنا دون إضاعة الوقت .

انطلق الشاطر حسن برفقة الإوزة ، للبحث عن الصغيرة ، وفي طريقهما نحو الغابة ، قابلا السلحفاة الحكيمة ، فسألها الشاطر حسن ، إذا كانت قد شاهدت الإوزة الصغيرة ، فأخبرتهما أنها قابلتها منذ ساعتها ، وكانت جائعة للغاية ، فناولتها السلحفاة بعضًا من البرسيم ، فشكرتها الإوزة وانطلقت بعد أكلها .

فسألها الشاطر حسن عن الطريق الذي سارت فيه ، وأخذ شقيقتها الإوزة وانطلقا من نفس الطريق ، حيث غمغم الشاطر حسن بحزن ، أن هذا الطريق للأسف هو طريق منزل الثعلب ، وقال للإوزة هيا بنا قد نستطيع اللحاق بها ، قبل أن يفكر الثعلب في التهامها دون رحمة ، ونرجو من الله أن تكون بخير .

وهنا قابلا ضفدعة كانت تجلس على حافة الماء ، فسألها الشاطر حسن عن الإوزة ، فأخبرته أنها كانت تجلس أسفل شجرة الموز ، فتزايد خوف الشاطر حسن عليها ، وانطلق مسرعًا ، ليجد الإوزة الصغيرة تجلس باكية أسفل الشجرة بالفعل ، في حين كان الثعلب يهم بالخروج من منزله ، فلحها الشاطر حسن ، واحتضنت الإوزة شقيقتها ، واختلطت دموعهما فقام الشاطر حسن ، بحمل الإوزتين بين ذراعيه وانطلق بهما ، نحو أمهما وعاد إلى منزله يجلس مسرورًا ، أنه قد أنقذ الإوزة من مصيرها المؤلم ، وشكرته الإوزتين ، وقالت له الإوزة المتوسطة ، لن أنس لك هذا المعروف أبدًا ، وأنا أعتذر بشدة عن إهمالي ، ولن أكرره مرة أخرى .

By Lars