عند عودة إسراء من المدرسة رنت جرس المنزل ودخلت بسرعة وهي تخفي جزء من ثبوها بالحقيبة المدرسية والتفت رحمة إليها بعدما مرت مثل السهم ، فظنت أن في الأمر شيئًا ما ، وهي ترد عليها السلام ، وفي الغرفة اصطدمت بأختها فاطمة التي كانت تحمل كأس عصير فارغ إلى المطبخ ، واستدارت مسرعة باتجاه خزانة ملابسها ، توقفت فاطمة قليلًا مترددة ثم تحركت باتجاه باب الغرفة.
فقالت لها إسراء فاطمة أريد أن أقول لك شيئًا فقالت لها خيرًا ، وعند ذلك كشفت إسراء عن السر وأبعدت حقيبتها فظهرت بقع ملونه على ثوبها وبعدة ألوان منها الزعتر الأسود ومربى المشمش وعصير الفراولة ، فقالت لها فاطمة أم تقل لك أمي أمس أن تهتمي بنظافة ملابسك ، فوقفت إسراء بكتفين مرتخيين فنظرت إليها رحيمه ، وحركت رأسها يومينًا ويسارًا وقالت عرفت أنك تخفين شيئًا ، هيا هاتي الملابس قبل أن تراها أمي ، ولكن إسراء أجابتها لا أحب أن أخفي شيئًا عن أمي .
دخلت أمها مسرورة لقد سمعت أخر الجملة وقالت وأنا أحب ابنتي الصادقة الصغيرة ، وقبل أن تكمل رأت ثوب إسراء متسخ فسألتها ما هذا فقالت كنا نأكل في الفسحة عند الألعاب وقامت صديقتي بإلقاء بعض الرمل علي وعلى صديقتي أمل صرخنا فيها فصارت تضحك وجاء باقي الأصدقاء فلعبنا ووقع بعض الطعام على ثوبنا وسقط العصير من يدي سناء فانسكب علينا جميعًا كادت إسراء تضحك عندما لمحت أخواتها تبتسمان ولكن نظرة أمها الثابتة أخفت الضحك وأكملت وقد حاولت أن أغسل البقعة ولم استطع ولله لم أقصد يا أمي .
وبينما كانت تنظر لثوبها وهي تنظر للأسفل ابتسمت أمها وعندما لاحظت أخواتها ذلك ضحكتاه وعندها ضحكت هي قليلًا ، فقالت الأم بحزم نعم يا اسراء يجب أن تكوني أسفة وألا تكرري ذلك فالنظافة من الإيمان وعندما تلعبين مع صديقاتك أثناء تناول الطعام تتسخ أيديكم وهذا يعني أن الطعام نفسه سيصبح ملوث وتأتي إليه الكثير من الجراثيم ، المسببة للأمراض .