في إحدى شركات الاتصالات الشهيرة كان يعمل رجل يدعى مايكل ، كان مايكل هذا رجلًا بشوشًا فهو من النوع الذي اعتاد دائمًا أن يبتسم للحياة وينظر للجانب المشرق فيها ، وكان مايكل دائمًا ينصح موظفيه بالشركة بالنظر لكل ما هو إيجابي في الحياة حتى يستمتعوا بها .

وفي مرة من المرات صعد إلى مكتبه أحد موظفي الشركة وسأله كيف يستطيع أن يكون إيجابيًا طوال الوقت ؟ فقال له مايكل : حينما أستيقظ في كل صباح أقول لنفسي لديك خياران اليوم ، وهما أن تكون في مزاج جيد أو سيء ، وبعدها أختار المزاج الجيد .

وكلما حدثت لي مشكلة أقول لنفسي إما أن تختار أن تكون ضحية لها وإما أن تتعلم شيئًا من حدوثها وبعدها أختار التعلم ، وفي كل مرة يأتي فيها أحدهم يشكو لي من ضائقة يمر بها يكون لدي خياران اما اسمعه بسلبية لا تفيده أو أشير إلى الجانب الإيجابي في الحياة .

لقد اخترت أن أكون إيجابيًا وأنظر للأمر من منظور مختلف ، فقال سام مستنكرًا : الأمر ليس سهلًا كما تقول ، فتابع مايكل كلامه قائلًا : كل شيء بالحياة فيه خيارات عندما نستثني الأشياء غير المرغوب فيها فهذا اختيار .

فأنت تختار الطريقة التي تتفاعل بها مع المواقف ، كأن تختار مثلًا الطريقة التي يؤثر بها الناس على مزاجك إما بما هو جيد أو ما هو سيء ، ففي يدك دائمًا الخيار للطريقة التي تعيش بها حياتك ، بعدها بوقت قليل ترك سام الشركة نهائيًا وانتقل للعمل في مكان أخر ولم يلتقي بمايكل نهائيًا إلا حينما سمع بوقوع حادث خطير له في الشركة ، فقد سقط مايكل من أعلى برج اتصال يبلغ طوله 60 قدم ، وأصيب على إثر ذلك بجروح خطيرة .

فقد ظل الأطباء يجرون له جراحة استمرت مدة 18 ساعة ، وبعدها وضعوه في العناية المركزة وبعد خروج ما يكل من المستشفى بعام تقابل مع سام بطريق الصدفة ، وأخذ يسأله عن صحته ومزاجه وكيف صار الآن ؟

ثم سأله عن تلك اللحظة التي سقط فيها من أعلى البرج وما كان يدور في ذهنه وقتها ؟ قال مايكل بإيجابيته المعتادة : عندما كنت مستلقيًا على الأرض تذكرت أن أمامي خيارين إما أن أختار الحياة أو الموت فاخترت الحياة ، فسأله سام باهتمام : ألم تكن خائفًا حينها ؟ قال مايكل : عندما رأيت تعبيرات وجه الأطباء كنت أستطيع أن أرى في أعينهم أنني رجل ميت .

حينها أدركت أنني يجب أن أفعل شيئًا ، ولما سألتني إحدى الممرضات إن كان لدي حساسية من شيء ما قلت لها نعم ، وقتها توقف جميع الأطباء والممرضات ينتظرون معرفة مما أتحسس فقد كان من الممكن أن يعوق هذا اتمام العملية المرتقبة وهي أملى الوحيد في النجاة ، أخذت نفسًا عميقًا حينها وقلت لها من جاذبيتك .

فضحكوا جميعًا وهم يبتسمون لي ، وهنا اتخذت قراري وقلت لهم جملة واحدة : أنا أختار الحياة لذا افعلوا كل ما في وسعكم وتعاملوا مع حالتي كما لو أنها بسيطة وأنني رجل سيكون على قيد الحياة وليس ميتًا ، وها أنا الآن أقف أمامك وأنا أبتسم للحياة .

القيمة الأخلاقية المستفادة :
لدينا كل يوم خيار العيش بشكل كامل ، لذا يجب أن نحيا الحياة بايجابية لكي نعيشها بسعادة ويسر ، فكل يوم قد تحدث لنا عوائق ومشكلات ولكن الفيصل فيها هو اختياراتنا في التعامل مع تلك المشاكل ، إما بالاستسلام لها أو النظر للجانب الإيجابي فيها ومن ثم تخطيها والتعلم منها.

القصة مترجمة عن :
Importance of Positive Attitude in Life

By Lars