يجب علينا جميعًا ، أن نتعامل بحذر شديد مع العقاقير الطبية ، فليس كل ما يؤخذ بوصفه علاجًا للألم يمكنه أن يشفينا ، فقد تهلك صحتنا بسبب تناول عقار خاطئ لذلك ينصحنا من هم أكبر منا سنًا بأن نستشيرهم في كل شيء ، ولهذا نذهب للطبيب المختص إذا ما شعرنا بوعكة ما ، ولكن هل كان أحمد يعلم هذا الأمر ؟

يروي أحمد أن معلمه الأستاذ شاكر ، كان منهمك جدًا في شرح الدرس ، إلا أن أحمد قد شعر ببعض الألم في رأسه ، حيث ضرب رأسه صداع حاد جدًا ، وشعر معه بأنه رأسه مثل كرة يتقاذفها الأطفال بالشارع فلم يستطيع التركيز فيما يشرحه معلمه الفاضل .

وظل أحمد يمني نفسه أن يدق الجرس ، معلنًا انتهاء هذا الدرس بسبب تعبه الشديد هذا ، ويرغب بشدة في انتهاء هذا اليوم الدراسي الطويل ، وعلى الرغم من هذا ، إلا أن أحمد كان يشعر بالخجل ، لعدم مشاركته بشكل واضح ، في هذا الدرس فين حين اندمج الجميع مع الأستاذ شاكر وأخذوا يتبادلون المعلومات معه .

لا داعي لذكر عطف وطيبة الأستاذ شاكر ، فقد كان أحمد يكن له احترامًا شديدًا نظرًا لما كان يبديه نحو طلابه من محبة ، واحترام متبادل فيما بينهم ، إلى جانب طريقة شرحه الرائعة لدروسهم وحرصه الدائم عليهم ، وفجأة دق الجرس معلنًا انتهاء هذا الدرس ، فانطلق أحمد مهرولاً إلى الخارج ، وبات الصداع معه أشبه بمطارق قاسية تدق رأسه .

توقف أحمد في منتصف الطريق ، عقب أن لحق به صديقه ناصح ، وهو يسأله بغضب لم انصرفت دون أن تخبرني ؟ ولكنه بمجرد أن رآني صاح في انزعاج واضح ، ماذا بك يا صديقي ؟ فأجبته أنني قد ضرب رأسي صداعًا شديدًا .

ثم طلبت منه أن يعطني علاجًا ، إذا كان يملك واحدًا ، فانزعج ناصح أكثر من ذي قبل ، وأخبرني أنني لا يجب علي أن اتناول أي عقار ، دون إرشاد الطبيب ، وروى لي أنه قد انطلق في رحلة مدرسية ، وكان قد شعر ببعض الأم في معدته .

فأعطاه صديقًا له عقارًا لتخفيف الألم ، ولكنه لم يخفف ألمه ، بل عندما عاد إلى المنزل كان الأمر قد تفاقم ، وبدأ ناصح يشعر بأنه لا يرى شيئًا قط ، وظن أن الكهرباء قد انقطعت عن المنزل ، فأسرع والده وأخذه إلى الطبيب لفحصه ، وحمد الله أنهم قد ذهبوا إلى الطبيب في الوقت لمناسب ، وإلا كان قد فقد بصره نتيجة العقار الخاطئ ، الذي تناوله دون إرشاد الطبيب .

وعندما أجابه أحمد أن الصداع يمكنه أن يتناول له ، أي عقار مسكن فأجابه ناصح بغضب وخوف صديقي حقيقي ، أن الصداع قد يكون له عدة أسباب منها ، قلة النوم أو الجلوس الطويل أمام شاشة الحاسب الآلي ، أو بداية إصابة بفيروس الأنفلونزا وغيرها من الأسباب .

فقلت لناصح أنت بالفعل صديقي الحقيقي ، لقد نبهتني إلى أمر خطير ، فالعقار على الرغم من أنه قد صنع من أجل الشفاء ، من بعض الأمراض إلا أنه عبارة عن مواد سامة تدخل إلى الجسم ، وقد تدمره إذا ما أسأنا استخدامه ، فشكرًا لك يا صديقي ، وعندما عاد أحمد إلى منزله تناول كوبًا من الحليب الدافئ ، ونام لبضعة ساعات ، ثم نهض وهو أكثر نشاطًا وحيوية وفي حال أفضل .

By Lars