في إحدى الشركات الكبيرة التي أعلنت عن شغل وظيفة مدير بها ، تقدم شاب يدعى كارل للعمل ، واستطاع هذا الشاب اجتياز كل الامتحانات التحريرية بنجاح وأيضًا المقابلة الجماعية التي تم عقدها لكافة المتقدمين ، وبدأ يستعد للمقابلة النهائية مع مدير الشركة .

وحينما دخل الشاب لمقابلة مدير الشركة رحب به المدير وقال له : تفضل بالجلوس سيد كارل ثم بدأ ينظر المدير في سيرته الذاتية ويتصفحها بعناية ، وكانت للحق جيدة فقد رأى المدير أن الشاب قد قام بعمل جيد للغاية طوال فترة حياته الدراسية ، فبدأ المدير ينظر إليه باهتمام ويسأله : هل حصلت على أي منحة دراسية في مدرستك أو كليتك ؟

كارل : لا لم أحصل علي أي منحة ، المدير : هل كان والدك يدفع لك رسوم المدرسة بانتظام ؟ كارل : توفي والدي عندما كان عمري 3 سنوات وكانت والدتي هي من تدفع الرسوم ، المدير : أين تعمل والدتك ؟ ، كارل : سيدي أمي تعمل كمنظفة ملابس وأقمشة ، المدير : هل سبق وأن ساعدت والدتك في غسيل الملابس ؟

كارل : لا لم يحدث أن ساعدتها في غسيل الملابس ، فقد رفضت ذلك وأرادت مني دائمًا أن أدرس وأتعلم ، كما أنها تستطيع أن تغسل الملابس بشكل أسرع مني ، المدير : عندما تعود إلى المنزل اليوم يجب أن تذهب إلى والدتك وتنظف يديها ، وبعد ذلك يمكنك العودة في الغد لتعرف إن كان الحظ قد حالفك لنيل الوظيفة أم لا ؟

وبالفعل عندما عاد كارل إلى المنزل طلب من والدته السماح له بتنظيف يديها ، فتعجبت من الطلب ولكن عند سماعها به كانت سعيدة جدًا ومشاعرها كثيرة ومتضاربة ، وقدمت الأم  يديها في حب لابنها كارل الذي بدأ في تنظيفها ببطيء ، ولاحظ التجاعيد التي رسمها الدهر على أيدي أمه ، فبدأت الدموع تتساقط من عينيه للمرة الأولى .

لقد كانت يديها متجعدة تمامًا وبها كدمات كثيرة بعضها مؤلم لدرجة أنها كانت تتألم من تلك الجروح وهو ينظفها ، حينها أدرك كارل أن أمه كانت تعاني وهي تغسل الملابس كل يوم لتمكنه من دفع رسوم المدرسة ، وتلك الكدمات وهذا الألم لا يقدر بأي ثمن ، فطلب من أمه أن تسامحه ولكنها احتضنته وهي تمسح دموعه .

وفي صباح اليوم التالي ذهب كارل إلى مكتب المدير ، فلاحظ المدير الدموع تترقرق في عينيه فسأله قائلًا : أخبرني ماذا فعلت بالأمس ؟ فأجاب كارل نظفت يدي أمي وانتهيت من تنظيف الملابس المتبقية ، فسأله المدير قائلًا : من فضلك أخبرني كارل ما هو شعورك الآن ؟

فقال كارل : الآن أنا أدرك جيدًا أنه بدون أمي لم أكن سأتمكن من الوقوف أمامك هنا اليوم ، كما أني أدركت من خلال مساعدتي لأمي بالأمس مدى صعوبة انجاز الأمور وتعلمت منها أن أقدر قيمة الأسرة وتضحياتها من أجلي .

حينما سمع المدير ذلك من كارل ابتسم وقال : هذا ما كنت أبحث عنه في مديري الجديد ، فأنا أرغب في توظيف شخص يمكنه أن يقدر مساعدة الآخرين ويفهم معاناتهم من أجل إنجاز الأمور ، هنيئًا لك كارل لقد حصلت على الوظيفة .

القيمة المستفادة من القصة :
أن الإنسان الذي لا يدرك كم الصعوبات التي تضحي بها الأسرة من أجل راحته والاهتمام به لن يستطيع أن يدرك قيمة ما يفعله الآخرون من أجل إنجاح العمل ، فالشخص الذي يقدر جهود الآخرين هو من يستطيع القيادة بنجاح وهذا ما يبحث عنه رب العمل .

القصة مترجمة عن :
Inspiring Interview Conversation

By Lars