كان هناك ذات مرة طفل يُدعى ميكي ، وكان دائمًا سعيد ومتفائل ، ولم يتذكر أحد أنه قد رآه غاضبًا في أي وقت ، وبدا حقًا كما يقولون أنه لا يستطيع إهانة أي شخص ، حتى مدرسيه كانوا معجبين جدًا بأخلاقه الحميدة مع الآخرين .
كان من الغريب على ميكي أن يمزح أو يسخر من أي شخص ، وذات مرة قام زملائه بنصيحته أن يدعو معلمه المفضل خوسيه أنطونيو إلى منزله ، وبمجرد أن ذهب المعلم إلى بيته وفُتح الباب وقف معلمه وكأنه مشلولًا ، ولكنه رسم ابتسامة على وجهه في نفس الوقت .
كان هناك حائط ضخم بداخل المنزل مليء بآلاف بالألوان والأشكال التي كانت تغمر حائط المنزل ، وكان هو الديكور الأكثر جمالًا الذي لم ير مثله أبدًا ، قال ميكي في ذلك الوقت : يعتقد بعض الطلاب في المدرسة أنني لا أفكر بسوء في أي شخص .
بدأ ميكي يشرح لمعلمه قائلًا : ويعتقدون أنه لا أحد يزعجني أو أنني لا أهين أحدًا ، وفي الحقيقة كل ذلك غير حقيقي ؛ حيث أنه يحدث لي مثلما يحدث لكل الناس ، وكان يغضبني الكثيرين قبل ذلك ، ومع ذلك منذ أعوام تمكنت بمساعدة والديّ أن أفعل لنفسي مدرسة خاصة بي والتي أستطيع من خلالها الاستفادة بكل أنواع المواد والألوان ، وكنت مع كل قطعة دائمًا أضيف فكرة سيئة أو حدث سيء أصابني .
وبالفعل اقترب المعلم من اللوحات الموجودة على الحائط ، فوجد كلمات مكتوبة مثل “سخيف” “أحمق” ” ممل”، والعديد من الكلمات السلبية الأخرى ، وأكمل ميكي حديثه قائلًا : وهكذا كنت أحوّل كل لحظاتي السيئة إلى لوحات فنية لأزيد الأشكال بمدرستي الخاصة ، والآن انا أكثر حماسة لفعل هذا الأمر ، وكلما ضايقني أحد أكون سعيدًا لأنني أعلم أن قطعي الفنية ستزداد واحدة .
ومن بين كل الأمور التي تحدث فيها ميكي مع معلمه ، كان المعلم معجبًا بفكرة الصغير التي لا يعلمها أحد ، والتي استطاع من خلالها أن يصبح طفلًا سعيدًا ومتفائلًا من خلال تحويل لحظاته السيئة إلى عمل إيجابي من أجل أن يبتسم.
ودون أن يحكي المعلم سر ميكي ، قام بتوصية تلاميذه بعمل ذلك الشيء الإيجابي وشرح لهم الفكرة ، وخلال أعوام أطلقوا عليها في المدينة اسم “حي الفنانين” ، وذلك لأن كل بيت كان يحتوي على تلك اللوحات الفنية التي أبدعها الأطفال السعداء المتفائلون .
القصة مترجمة عن اللغة الإسبانية
بعنوان : El barrio de los artistas