في إحدى الأيام جاء أحد جيران نصر الدين يشتكي له من مشكلة تمر به ، وهي أن لديه منزل صغير جدًا ، يجد صعوبة بالغة في أن يحيا فيه بسعادة مع أسرته الكبيرة ، المكونة من زوجته وأمه وثلاثة من الأطفال الصغار .

ولأن نصر الدين كان رجل حكيم ، جاء الرجل وطلب مساعدته فيما يفعل ، فقال له نصر الدين أستطيع مساعدتك في حل تلك المشكلة ، ولكن أخبرني أولاً هل لديك دجاج في ساحتك الخلفية ؟ فأجاب الرجل : نعم لدي عشر دجاجات .

فطلب منه نصر الدين أن يضعهم جميعًا في المنزل معه ، فرد الجار متعجبًا من كلام نصر الدين وقال له : كيف ذلك ومنزلي صغير لا أجد فيه متسع لي أنا وأسرتي ! ، فأصر نصر الدين على الرجل أن ينفذ طلبه ، ويبقي الدجاج بمنزله حتى يقدم له العون المساعدة .

ففعل الرجل كما قال نصر الدين ، وفي اليوم التالي جاء الرجل لنصر الدين فسأله نصر الدين عن أحواله ، فقال الرجل : إن الأمور تسوء مع وجود الدجاج داخل المنزل ، فالجو مضطرب ولا نستطيع الحركة أو الجلوس  إلا بصعوبة بالغة والكل متضرر ، أرجوك أخبرني ما هو الحل يا نصر الدين ؟ .

فقال نصر الدين للرجل : هل لديك حمار ؟  فقال الرجل : نعم فطلب منه نصر الدين أن يفعل مع الحمار كما فعل مع الدجاج ، فيأخذه ويضعه معهم في المنزل ، فاعترض الرجل ولكن نصر الدين أقنعه أن ذلك هو الحل الوحيد كي يساعده ، فوافق الرجل مرغمًا وأخذ معه الحمار ووضعه بالمنزل.

وفي اليوم التالي جاء الرجل إلى نصر الدين ، وقال له : إن الأمور تسوء أكثر وأكثر مع وجود الدجاج والحمار في المنزل ، أخبرني ماذا علي أن أفعل لأن كل هذا لا يجدي ؟ فقال له نصر الدين : هل لديك حيوان أخر في الفناء ؟ فأجاب الرجل قائلًا : نعم عندي عنزة صغيرة .

فنصحه نصر الدين أن يأخذ العنزة أيضًا إلى داخل المنزل ، ورغم رفض الرجل الشديد إلا أن نصر الدين أقنعه بذلك ، وبالفعل أخذ الرجل العنزة ووضعها مع الحمار والدجاج بالمنزل ، وفي اليوم التالي لم يتحمل الرجل وأسرته الوضع ، فعاد إلى نصر الدين وقال له : لقد أصبحت حياتنا أكثر بؤسًا والكل يشتكي من وجود تلك الحيوانات في المنزل .

فقال له نصر الدين لا تقلق يا جاري العزيز ، فكل شيءُ سيكون على ما يرام ، الآن خذ كل تلك الحيوانات وضعها بالفناء الخارجي للمنزل مرة أخرى ، ففعل الرجل ما نصحه به نصر الدين وأخرج كل الحيوانات من المنزل ، ووضعهم بالفناء الخارجي .

وانتظر حتى جاء اليوم التالي فذهب لنصر الدين سعيدًا مبتسمًا وقال له : لقد نجحت خطتك يا صديقي الحكيم ، فمع خروج كل تلك الحيوانات اتسع البيت حتى أننا نشعر فيه بالسعادة الغامرة ، ولم تعد تضايقنا مساحته لذا أنا ممتن لك جدًا على مساعدتي أيها الصديق الحكيم .

By Lars