كل ليلة قبل أن أنام أتحدث مع أبي عبر التليفون ، فهو يعمل ليلًا ولا يعود إلا في ساعٍة متأخرة ، دائما أطلب منه إيقاظي عند عودته إلى البيت ، وأنا أحاول أن أنام في الظلام المخيف ، ولكن صوت صرير الأبواب يقلق راحتي ، ويجعلني لا أستطيع أن أغط في النوم ، فأحاول أن أختبئ تحت غطائي ، وحينها أشعر بنوعًا ما بالأمان ، ولكن فجأة أشعر بلمسة على خدي ! ، يا إلهي إنه شبح يطاردني .
هكذا كل الليالي في غرفتي ، مخيفة ومظلمة ، وكل صباح حينما أستيقظ أمي تنبهني بعدم إصدار أي صوت أو ضوضاء ؛ لأن أبي يأتي مرهقا وينام في سريره في الصباح ، ولكني أشتاق له كثيرًا ، فقبل أن أذهب إلى المدرسة أدخل حجرته ، وأقترب منه بهدوء لأضع قبلة على خده .
لكن من هذا الذي ينام في سريره ؟ يا إلهي إنه شبح ! ، لقد تحول أبي إلى شبح ، النجدة أنقذوني ، سأهرب سريعًا إلى المدرسة ، يقول عني أصدقائي دائمًا إني خواف ، يا له من ظلم ! ، هم لا يعرفون شيئًا ، لا يدرون بأمر الشبح الذي يتعقبني في كل حجرات المنزل ليلًا ، ولا يجعلني أستمتع بنومٍ هنيء .
حينما أعود إلى المنزل ينتابني القلق ، وأفتش في كل أركان البيت ، وعندما لا أجد أي أشباح أشعر بالراحة والطمأنينة وأبدأ في اللعب ، ولكن مع حلول الليل تعود مخاوفي من جديد ، وأظل مرعوبًا من صوت صرير الأبواب ، ولمسة الشبح على وجهي ، ولكني في هذه الليلة قررت أن أواجه وخوفي ، فلم أنم ، وظللت أنتظر قدوم الشبح.
وبعد منتصف الليل سمعت صوت وصول سيارة أبي ، وسمعت صوت صرير الأبواب ، ثم شعرت بلمسة على خدي ، يا إلهي إنها لمسة أبي ! ، ومنذ تلك الليلة لم أعد أخاف من أي أشباح ، ولم أعد أقلق من صوت صرير الأبواب بل على العكس ، أصبحت أغط بنوم عميق