كان العصفور الجميل يعيش داخل جذع الشجرة ، وكان هذا العصفور يضع بيضه في آمان داخل تجويف يوجد في جذع الشجرة ، وذات صباح كان الذئب يمر بالغابة ، وقد مضي عليه ثلاثة أيام دون أن يأكل ، وخرج ليبحث عن طعام يسد به جوعه .
وبينما الذئب ينظر إلى أعلى وجد عش العصفور مليء بالبيض الأبيض الناصع ، فنال البيض إعجاب الذئب ، وقرر أن يكون بيض العصفور هو وجبته القادمة ، فطلب الذئب من العصفور أن يقذف له بالبيض ، وهدده إن لم يفعل ذلك سيصعد هو على الشجرة ويلتهمه هو وبيضه .
تعجب العصفور المسكين من ظلم ذلك الذئب وطلبه الجاحد ، ولكن ظل الذئب يهدد العصفور بالتهامه له إن لم يفعل له ما يريد ، فسكت العصفور وهو يفكر في الأمر ، بل ويشعر بالخوف والقلق على بيضه .
وفجأة ألهم الله العصفور حيلة ذكية فطلب العصفور من الذئب أن يعود لمنزله ليستريح من حرارة الشمس ، ثم يعود في المساء ، وسيكون العصفور قد أعد له طعام شهي من البيض الطازج ، ففرح الذئب من تلك الفكرة ، وعاد إلى منزله .
على الفور طار العصفور من على الشجرة ، وأخذ يبحث عن أحجار بيضاء مستديرة تشبه البيض ، وجمع عدد منها وعاد بها إلى عشه ، وفي المساء عاد الذئب ليتناول البيض الشهي الطازج الذي وعده به العصفور ، وطلب منه العصفور أن يفتح فمه ليقذف له البيض بداخله.
ففتح الذئب فمه وأخذ العصفور يلقي بالجارة البيضاء داخل فم الذئب ، ابتلع الذئب الحجارة وظن إنها البيض ، فجأة الذئب يتلوى من شدة الألم الذي أصاب بطنه ، فضحك العصفور وقد نجحت حيلته الذكية ، وهكذا نال الذئب الظالم جزاء ظلمه وافترائه على الأضعف منه.