يوسف كان شيخ كبير ، كان يجلس أمام خيمته في الصحراء ، في أحد الليالي وبعد حلول الظلام لم يكن هناك أي شيء مرئي في الصحراء ، كان الضوء الوحيد في هذه الليلة آت من النجوم في السماء ، كانت النجوم تتلألأ في السماء .

كان الشيخ يوسف حزين القلب ، فقد كان يقضي أيام وليالي طويلة في حالة حزن ، فقد قتل ابنه ، حين كان الشيخ أمام الخيمة حين ظهر أمامه فجأة رجل غريب ، كان يجري باتجاه الخيمة ، وسقط عند أقدام الشيخ يوسف .

كان يلهث وهو يقول للشيخ يا سيدي انقذني ، أعدائي يجرون خلفي ، يريدون أن يقتلوني ، أنا أتضور جوعًا ولا أستطيع أن أجري أكثر ، الجميع يقول أن شخص طيب القلب ، أرجوك أنقذني ، دعني أجلس في خيمتك حتى الصباح ، فسمح الشيخ يوسف للغريب أن يدخل إلى الخيمة وقال له ، أنت غريب وأنا لا أعرفك ، ولكن بالطبع سيكون من المرحب بك في الخيمة ، ويمكنك أن تتشارك معي الطعام والسكن ، فقد أعطى الله لي الرزق ، وهو من يوزع الأرزاق .

وأنا لا استطيع أبدًا أن أرد أحد يطلب خدمة ، ولذلك تعال إلى الداخل وكن ضيفي ، تشارك طعامي معي ولن يؤذيك أي أحد ، دخل الضيف الغريب إلى الخيمة وعامله الشيخ يوسف بكرم شديد ، بعد أن تناول الضيف الطعام خلد إلى نوم عميق .

في اليوم التالي وقبل أن تشرق الشمس كانت الصحراء هادئة ، حاول الشيخ أن يوقظ الضيف برقة ، حين استيقظ الغريب أعطاه الشيخ يوسف حقيبة من الذهب ، وقال له أتمنى أن يكون الطعام جيدًا ، وأعطاك بعض القوة ، وأصبحت الآن قادرًا على الهرب من أعداءك قبل شروق الشمس .

فقد حضرتك من أجلك أفضل خيل لدي ، تحرك قبل أن يراك الأعداء ، نهض الغريب وأمسك بالحقيبة من الشيخ يوسف ، ونظر إلى الشيخ طويلًا ، وكان هناك الكثير يدور في رأسه ، بعدها قال الغريب للشيخ أنت شخص جيد ونبيل ، وعاملتني بلطف شديد ، أعطيتني الطعام والمكان .

وأنقذت حياتي على الرغم من أني لم أكن شخص جيد ، فأنا قاتل أبنك ، أنا إبراهيم وأعترف لك بذلك ، أقتلني الآن ، أنا مستعد للعقاب وللانتقام الذي استحقه ، فشعر الشيخ يوسف بالصدمة ، ولم يكن يدري كيف يفكر أو حتى كيف يشعر ، كانت الأفكار تتصارع في عقله بين الانتقام والعفو ، هل يأخذ بثأر ابنه ؟ هل يرد على الشر بالشر ؟ ، أم يرد على الشر بالخير ؟ أخيرًا وضع الشيخ يده في جيبه ، وأخرج من جيبه بعض الذهب وأعطاه لإبراهيم .

قال الشيخ لإبراهيم الآن معك ثلاثة أضعاف كمية الذهب ، خذها وأرحل بعيدًا ، لن أقتلك ، لقد كنت نبيلًا واعترفت بفعلتك ، لقد سامحتك على الرغم من أنني كنت أفكر في الانتقام منك ، أبتعد من هنا وخذ معك فكرة الانتقام بعيدًا.

فكر الشيخ من جديد وأصر على التخلي عن فكرة الانتقام ، حينها فقط شعر أن ابنه ينام في سلام في قبره ، فالشيخ يعرف أنه لا يجوز قتل الضيف حتى وإن كان قاتل ، دعا الشيخ أن يسامح الله ابنه المقتول وأن يسامح قاتله ، ويسامحه هو أيضًا على ما فكر فيه في السابق من انتقام ، نهض الشيخ وتوضأ وصلى إلى الله لكي يسامحه .

By Lars