عاش الضفدع الشقي في بحيرة جميلة ، وكان الضفدع يفخر بحركاته الرشيقة ، وسرعته في القفز ، فكان يلعب ويلهو بالقفز على أوراق النباتات ، التي تطفو على البحيرة وكان دائماً يراقبه الفأر الصغير ، مستمتعاً برؤية حركاته الرشيقة وقفزاته العالية .
وكان الضفدع كلما رأى الفأر ينظر له ، يعود مجدداً ليتباهى بعروضه المائية ، وقفزاته وحركاته وكان الفأر الصغير ، يزداد اعجاباً به وصفق له بحرارة ، وأراد الفأر أن يصبح صديقاً للضفدع ، فجلس مترقباً لخروج الضفدع من الماء حتى يحاوره بخصوص ذلك الأمر.
وما إن أنهى الضفدع عروضه المائية ، وخرج من البحيرة حتى طلب منه الفأر الصغير ، أن يكونا أصدقاء ، ورحب الضفدع بتلك الفكرة ، ووافق أن يكون هو والفأر الصغير صديقان ، بل وأخبره الفأر الصغير ، أنه سيفعل له ما يريد وسيكون دائماً في خدمته .
سأل الفأر الضفدع : هل تحب أن تأكل قمحاً لذيذاً ؟ ، رد الضفدع : قمح ؟ ، فقال الفأر : نعم ، أنا اعلم مكاناً به قمحاً لذيذاً وسينال إعجابك ، ذهب الضفدع مع الفأر الصغير إلى شق صغير ، ودخلا فيه معاً وتعجب الضفدع من ذلك المكان ، حيث قادهما الشق الصغير إلى غرفة كبيرة بها أكياس كبيرة من القمح ، فأحدث الفأر ثقباً في أحد الأكياس بقوارضه ، فسقطت حبات القمح وظل الضفدع يتناول القمح اللذيذ وهو يشعر بالسعادة حيث كان مذاق القمح طيباً ، حتى شعر بألم فى معدته .
أخبر الضفدع الفأر الصغير أنه سيظل صديقاً له ، إن أطعمه كل يوم فوافق الفأر الصغير على طلب الضفدع ، وراح الفأر والضفدع يلعبان ويمرحان معاً ، تطلع السنجاب إلى الفأر والضفدع ، ورأى السنجاب شيئاً غريباً فأقترب منهما ، وقال لهما : ما هذا ؟ ، فأجاب الفأر الصغير : آلا ترى ؟ أننا نلعب فقد صرنا اليوم ، أنا والضفدع صديقان .
فرد السنجاب : نعم أرى ، بل أقصد ذلك الحبل (وأشار السنجاب على أقدامهما حيث يوجد حبل يربط الضفدع والفأر معًا) ، فقال له الضفدع : هذا الحبل يشير أننا أصبحنا أصدقاء ، لذا ربطنا أرجلنا معاً حتى نبقى دائما معاً .
اندهش السنجاب من تصرفهما ، فكيف لضفدع مائي وفأر بري إن يبقى معاً دائماً ، وابتعد الفأر والضفدع وظلا يلعبان ، وحاول السنجاب اللحاق بهما ليشرح لهم الأمر ، الذي كان يفكر فيه حيالهما ، لكن لم ينصتا له .
وبينما السنجاب في طريقه نحوهما ، رأى الأرنب فسأله : هل رأيت فأراً وضفدعاً ارجلهما مربوطة بحبل ؟ ، فرد الأرنب : كلا ، لم أراهما ولكن لما ارجلهما مربوطة ؟ ، فرد السنجاب : لقد أخبرني الفأر إنها رمز الصداقة ، رد الأرنب في تعجب : الحبل رمز للصداقة ؟ ، يا للعجب ، فقال السنجاب : علي اللحاق بهما لأخبرهما إن طبيعتهما مختلفة تماماً ، ثم ركض السنجاب ليكمل سيره ، للبحث عن الصديقان الفأر والضفدع ، لينبهما بالخطر الكبير
أصطحب الضفدع الفأر إلى البحيرة ، ليعلمه الغوص في الماء وأخبره الفأر انه لم يسبق له الغوص في الماء من قبل ، ولكن الضفدع حمسه لخوض تلك التجربة ، مثلما هو فعل في تناول القمح الذي لم يسبق له تناوله .
وحمس الضفدع الفأر للسباحة في البحيرة ، للاستمتاع بالماء ولرؤية أعماق البحيرة والأسماك ، ولكن كان الفأر يشعر بالخوف الشديد من الماء ، لكن الضفدع طمئنه واخبره انه سيجعله سباحاً ماهراً مثله .
قفز الضفدع في الماء ، ولم ينتبه لطبيعة الفأر بل ولم ينتبه بأنه يجذب الفأر معه نحو أعماق البحيرة ، لأن أقدامهما مربوطة معاً ، وظل الفأر يستنجد ويصيح ، لأنه لم يستطع التنفس أسفل الماء ، ولكن لم يستمع له أحد ومات الفأر المسكين غرقاً .
وصل السنجاب عند البحيرة ، ورأى الفأر يطفو على سطح البحيرة ، فعلم بغرق الفأر المسكين ، وأخبر الضفدع بالخطأ الذي فعله في حق صديقة الفأر الصغير ، وشعر الضفدع بالندم الشديد ، لأنه لم يحترم طبيعة صديقه المختلفة عن طبيعته .