قصة المنشار والميلادقصة المنشار والميلاد

قصة المنشار والميلاد ما الذي كانت تعنيه ؟ طيب ، لقد فهمت على أي حال أنها إيطاليا ، انتصبت على أعلى التل ،

خيمة بدت كأنها مظلة مخططة ، رفرف العلم الموجود أعلاها ، في نسيم مايو المنهل من المحيط .

نبذة عن المؤلف :


قصة من روائع الأدب الياباني ، للأديب الياباني العالمي ، الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1968م ، ياسوناري كاواباتا ،

كانت بداية كتاباته أثناء دراسته الجامعية في جامعة طوكيو الإمبراطورية ،

ففيها نشر قصته القصيرة الأولى مشهد من جلسة أرواح ، بدأ كواباتا بلفت الانتباه إليه ،

بعد تأليفه لعدة قصص قصيرة وهي بلد الثلج ، طيور الكركي الألف ،

ويعد ياسوناري كاواباتا هو الأديب الياباني الذي ترجم له أكبر عدد من الأعمال الياباني إلى اللغة العربية ، وتوفي كواباتا في 16 ابريل عام 1972م .

قصة المنشار والميلاد

وفي الأسفل بدت الغابة الخضراء بحر أخضر ، وذكرتني بالساحل قرب نبع جبلي حار في إيزو ، في داخل الخيمة الخضراء ،

كان هناك شيء بدا شبيها بكشك للهاتف ، وشابه أيضًا مكتب بطاقات سفينة تجارية ، أو مكتب رسوم جمركية ،

ولكن كل ما فعلته هناك كان تلقي مبلغ كبير بعملة أجنبية من النافذة ، استقرت رزمة مالية ، ملفوفة بورق أصفر ،

في راحة يدي اليسرى ، بقوة تشبه الصفع ، تلمست النقود بداخل الرزمة ، وقفت إلى جانبي المرأة ترتدي ثوبًا أسودًا ،

بسيطا وشرعت في الحديث ، وعلى الرغم أنني أدركت أنها يابانية ، إلا أنني تطلعت إليها ، محدثًا نفسي أنني لا أفهم اللغة الإيطالية .

 

الميلاد :


ثم ما الذي حدث ؟ تغير المشهد إلى القرية ، التي شهدت مولدي ، كان هناك جمع عشرة أشخاص ، في حديقة دار ريفية ، ذات بوابة بديعة ،

كانوا جميعًا أناسًا أعرفهم من القرية ، ولكنني عندما استيقظت ، لم أستطع أن أتذكر من هم ، وعلى أي حال ، فإن لسبب و لآخر وصلت أنا والمرأة إلى حد المبارزة .

 

أردت قبل المضي إلى ساحة المعركة أن تبول ، ولما كان الناس يتطلعون إلينا ، فقد وقفت هناك مهتاجا ،

ومرتبكا ويدي على الكيمونو الذي أرتديه ، من دون أن أدري ما عساى أصنع ، عندما تطلعت إلى الوراء ،

فجأة أدركت أنني أحارب امرأة ، يتألق سيفها الأبيض وسط الحديقة ،

وعلى الرغم من معرفتي بأن الأمر حلم ، إلا أنني فزعت لرؤية نفسي في الحلم .

 

الحلم :


إذا رأيت صورتك ، شاهدت نفسك ، شخصيتك الثانية ، فإنك ستموت ، ساورني الشعور بأن نفسي الثانية ستمزقها المرأة ،

بدا سلاحها كأنه منشار ، كان سيفا ، صيغ في شكل منشار عريض ، كذلك الذي يستخدمه قاطع أخشاب لقطع أشجار هائلة .

 

المنشار :


في لحظة ، نسيت رغبتي في التبول ، توحدت في ذاتي الثانية ، وانهمكت في العراك مع المرأة ، بدا سلاحها كأنه حلية عريضة ،

وفي كل مرة يرتطم سلاحي بسلاحها ، كان هذا الأخير يتثلم ، وينبعج… وفي نهاية المطاف ، تحول إلى منشار حقيقي ،

ترددت الكلمات واضحة في مسمعي : على هذا النحو وجد المنشار .

 

هجوم وتعنيف :


بتعبير آخر ، كان الأمر غريبًا ، لأن هذا الحلم مثل هذا الاختراع المنشار ، كانت معركة حقيقة ، لكنني كنت أهوى بالسيف ، وأطعن به ،

بينما يخاجلني الشعور بأنني أتطلع ، شارد الذهن إلى مشهد المعركة يدور في فيلم سينمائي ، ارتميت في نهاية المطاف ،

وسط الحديقة ، أمسكت بمنشار المرأة بين باطني قدمي ، ومضيت أعنفها ، فقد كانت عاجزة عن دفع المنشار ، أو جذبه ..

إنني ضعيفة بسبب جنيني .

 

الضوء الأخضر :


حقًا ما كان أشد ملائمة طيات الثوب التي تحيط ببطنها ! عقب ذلك ، ألفيت نفسي منطلقًا أعدو ، على امتداد طريق شق في الصخور ،

غير بعيد عن الساحل ، بدا كما لو كان الشاطئ في يوزاكي في شبه جزيرة كاي كان بمقدوري الشعور بأنني أركض لمشاهدة وليدها ،

وكان الوليد غافيا ، داخل كهف ، عند طرف قنة الجبل ، وبدت رائحة الأمواج المتكسرة على الشاطئ كضوء أخضر .

 

المنشار والميلاد :


ابتسمت المرأة على نحو جميل ، قائلة : ولادة طفل شيء يسير للغاية ، أحسست بنشوة متوهجة ، بينما كنت أمسك بكتفي المرأة ،

قلت : دعينا نحدثها بالأمر ، هل لنا ذلك ؟ دعينا نحدثها بالأمر ! نعم ، دعينا نحدثها بأن ولادة طفل شيء يسير للغاية ..

والآن غدت المرأة امرأتين ، وكانت المرأة التي أحدثها ، تقول أنها ستبلغ المرأة الأخرى ، التي كانت في مكان آخر ، بجلية الأمر .

 

نوم ويقظة :


عندما استيقظت من نومي ، ولم أكن شاهدت المرأة التي تراءت في حلمي ، منذ خمس سنوات ، ولست أدري أين هي الآن ،

ولم يخطر ببالي أنها ربما أنجبت طفلا قط ، ولكنني أحسست بأن هذا الحلم يومئ إلى العلاقة التي ربطتني بها ،

خلال رقادي في الفراش ، مضيت أستحضر الحلم مجددًا ، وأستمتع بالبهجة المنعشة ، التي تركها في ذهني ، أتراها في مكان ما ستنجب طفلاً لأحدهم .

إقرأ المزيد من القصص على موقعنا

تابعونا على الفايسبوك

By Lars