في يوم من الأيام ، كان هناك شاب ، اسمه عبود ، وكان لدى عبود خروف جميل ، كان يحتفظ به ، ويرعاه ، فكان يقدم له الطعام ، والشراب ، ويهتم به كثيرًا ، وبمظهره ، ليكون نظيفًا ، وجميلًا دائمًا ، وكان لعبود ثلاثة أصدقاء ، كانوا يطمعون كثيرًا ، في ذلك الخروف ، الذي يملكه صديقهم .
لمح الأصدقاء الثلاثة كثيرًا ، لصديقهم عبود ، بأن يقوم بذبح الخروف ، الذي يملكه ، لأنهم يرغبون في أكل لحم خروف شهي ، مشوي على الفحم ، ولكن عبود كان يفهم مرادهم ، ولا ينطق بحرف ، مرت الأيام ، يومًا بعد يوم ، والخروف يزداد رغبةً ، من قبل أصدقاء عبود .
وفي يوم من الأيام ، اجتمع الأصدقاء الثلاثة ، في بيت أحدهم ، دون أن يعلم صديقهم عبود بالأمر ، أخذ الأصدقاء الثلاثة ، يفكرون في حيلة ، يتمكنون من خلالها ، أن يقنعوا عبود بذبح الخروف ، أخذت الأفكار تباين فيما بينهم ، وكل منهم يقترح مجموعة من الأفكار ، وأخيرًا ، وقع تفكيرهم ، على حيلة ، سوف ينفذونها في المساء .
كانت تلك الحيلة ، تتمثل في أن يذهب كل من الأصدقاء الثلاثة منفردًا ، إلى بيت عبود ، ويقنعه بأن يذبح الخروف ، بسبب اقتراب يوم القيامة ، والذي من المحتمل ، أن يصبح غدًا ، أو بعد غد ، وبالفعل شرع الأصدقاء الثلاثة ، في تنفيذ خطتهم ، وحيلتهم تلك .
وفي المساء ، جاء الصديق الأول ، إلى بيت عبود ، وطرق بابه ، ففتح له عبود ، واستقبله بالترحاب ، فقال له صديقه : ” جئت إليك في أمر مهم ، صديقي عبود ” ، فرد عليه عبود ، قائلًا : ” وما الأمر يا صديقي ؟ ” ، فرد عليه قائلًا : ” سمعت أن يوم القيامة ، سيكون غدًا ، أو بعد غد ، فما رأيك في أن نقوم بذبح الخروف الذي تملكه ؟ فبهذه الطريقة ، سنستفيد منه ، بدلًا من أن تقوم القيامة ، دون أن نستمتع بمذاقه الجيد ” .
ضحك عبود ، وقال : ” هذا هراء ، وليس صحيحًا بالمرة ، ولن أقوم بذبح الخروف ” ، فأخذ صديقه نفسه ، ورحل ، ومن ثم ، جاء الصديق الآخر ، وطرق الباب ، قائلًا : ” مرحبًا يا عبود ، هل عرفت أن القيامة ستقوم غدًا أو بعد غد ؟ تعال فلنذبح الخروف ، ونستمتع بأكله ، قبل أن تقوم القيامة ” ، فكذبه عبود أيضًا .
فذهب ، وجاء الصديق الثالث ، وقال له : ” ما الفائدة يا عبود في ترك خروف كهذا ؟ فالقيامة ستكون غدًا ، أو بعد غد ” ، فلم يرد عليه عبود ، وأخذ يفكر ، ويحدث نفسه ، فالأصدقاء الثلاثة أجمعوا على قيام القيامة ، وعلى الفور ، دعا الصديقين الآخرين ، واتفقوا على ذبح الخروف في صباح اليوم التالي ، عن البحيرة .
وفي الصباح ، ذهب الأصدقاء جميعهم إلى البحيرة ، وأخذ عبود يذبح الخروف ، ويشويه على الفحم ، والأصدقاء يضحكون عليه ، ومضوا ، حتى يسبحوا في البحيرة ، فعلم عبود أنهم قد خدعوه ، ولا صحة لكلامهم ، فقام بتجميع ثيابهم ، ووضعها في الموقد .
بعد فترة ، خرج الأصدقاء ، وبحثوا عن ثيابهم ، فلم يجدوها ، فسألوا عنها عبود ، فقال لهم : ” قمت بجمعها ، ووضعتها في الموقد ، فبما ستنفعكم ثيابكم ؟ فالقيامة غدًا ، أو بعد غد ” .