عُثر مؤخرًا على وحيد قرن مصاب ببعض الجروح ومشوه من قبل هجوم وحشي ، ووصفت صرخاته لأمه بأنه”صوت القلب المؤلم” ، فقد احتجز المحافظون في حديقة كروجر الوطنية بجنوب أفريقيا صورًا مفجعة لحيوان وحيد القرن ، وهو ممددًا بجانب جثة أمه الميتة بعد أن قُتِلَت من قبل الصيادين .
آرثر هو عجل صغير لوحيد القرن تم تسميته من قبل أولئك الذين أنقذوه ، وبسبب شجاعته تمكن من البقاء على قيد الحياة ، حيث عانى من جروح حادة ومن المتوقع أن يواصل شفائه قريبًا ، وكان من الطبيعي أن تكون حياة الرضيع بمنأى عن الصيادين ، لأنه كان صغيرًا جدًا ولم تنمو قرونه بعد.
ووفقًا لمؤسسة العناية بالبرية والتي تعد أكبر محمية لوحيد القرن في العالم ، وتقع في جنوب إفريقيا تم تنبيه حراس المنتزهات بإطلاق طلقة نارية في قسم Skukuza من المنتزه يوم 20 مايو ، وقد تم إرسال طائرة هليكوبتر للعثور على بقر وحيد القرن الأبيض الميت ، وبالفعل وجدوها وتم العثور على العجل الصغير بجانبها .
وتم رعاية أرثر وإعادته إلى صحته لكنه كان مازال يواصل صراخه من أجل والدته ، وقد شرح فريق Care for Wild إصابات آرثر قائلين : لقد كان غريزيًّا بالنسبة له أن يحاول البقاء على مقربة من والدته لحمايتها .
ولكن الصيادون الذين لا يتعاطفون أو يبدون ترددًا من أي نوع قد هاجموه ، حتى يتمكنوا من إنهاء جريمتهم الشنيعة بأخذ قرن أمه في أسرع وقت ممكن ، وحدد الطبيب البيطري إصابه آرثر قبل أن يتم نقله إلى المشفى ، حيث عثر عليه مصابًا بقطع في أصابع قدمه اليمنى .
وإصابة حادة في الظهر على عمق أربعة بوصات ، وكانت الإصابة قريبًه بشكل خطير من العمود الفقري ، ولكن الأمر الأكثر مأساوية من جروح آرثر كان صيحاته لأمه ، التي يقال إنه استمر فيهت حتى بعد ثلاثة أشهر من إنقاذه .
وقد وصف رجال الإنقاذ في الملجأ صرخات آرثر قائلين : “إنه لا يزال ينادي على أمه ، إنه صوت مؤلم ولا ينبغي له أبدًا أن يفعله ، فسيؤثر موتها عاطفيًا عليه حتى بعد فترة طويلة من شفاء جروحه الجسدية ، لأن عجول وحيد القرن تظل مع أمها لمدة تصل إلى ثلاث سنوات .
وفي ذلك الوقت تعلمه كل ما يحتاج إلى معرفته ، عن ما يأكله وكيف يحافظ على سلامه نفسه ، ويعتبر الصيد غير المشروع في الكركدن إحدى مستويات الأزمات وفقًا لحكومة جنوب أفريقيا ، ففي عام 2017م قُتل ما يقدر بنحو 1،028 وحيد القرن بشكل غير قانوني في البلاد ، التي تضم حوالي 80 في المائة من 29 ألف وحيد القرن في العالم .
وتشير التقديرات إلى أن وحيد القرن سوف ينقرض في البرية في غضون 20 عام ، إذا لم تعزز جهود الحفاظ عليه ، فهناك روايات عن حيوانات وحيد القرن المختلفة ، التي تعرضت للهجوم والتشويه من قبل مفترسين أكبر ، مثل الضباع .
وبعد الصيد غير المشروع لأمهاتهم وبدون حمايتهم وتوجيههم ، فقد أصبحت عجول وحيد القرن معرضة لخطر كبير للبقاء على قيد الحياة ، وهناك العديد من القصص عن العجول التي تبقى قريبة من أمهاتهم اللواتي يُقتلن ، ويحاولون دون رعونة أن ترضعهن .
وتحدث عمليات القتل تلك بسبب قرون الكركدن ، حيث أنها مرغوبة بشكل خاص في آسيا ، وتحديدًا في فيتنام ويعتقد الكثيرين أن القرون تمتلك خصائص طبية لا تقدر بثمن ، وقادرة على علاج السرطان أو كونها مثير للشهوة الجنسية القوية ، كما تستخدم قرون الكركدن كدواء يخلط بالماء أو الكحول .
وذلك رغم أن قرون وحيد القرن مصنوعة من مادة الكيراتين ، وهي نفس المادة التي يصنعها الإنسان للعناية بالشعر ، وهناك القليل من الدلائل التي قد تشير علة أن لديهم قيمة طبية أو تأثير مخدر ، وهناك في حديقة كروجر الوطنية ، حيث تم العثور على آرثر ،كانت المنطقة نقطة ساخنة لصيادي وحيد القرن .
ولكن انخفض عدد حيوانات وحيد القرن التي تم صيدها في الحديقة بنسبة 24٪ اعتبارًا من عام 2017م ، وهو ما يرجع في جزء كبير منه إلى تدابير حماية وحيد القرن الجديدة ، التي نفذها موظفو الحديقة ، وتشمل الإجراءات الأمنية المشددة في المتنزه استخدام تكنولوجيا مراقبة جديدة بعنوان “ميركات” .
وهي نظام متحرك يمكنه معرفة الفرق بين حركات الإنسان والحيوان ، لتنبيه حراس الحديقة بشكل أفضل من احتمال وجود صيادين غير شرعيين ، وعلى الرغم من اتخاذ هذه التدابير في حديقة كروجر الوطنية ، إلا أن حكومة جنوب أفريقيا تواصل دراسة حوادث الصيد البري لوحيد القرن حيث تحول الأمر إلى أزمة دولية .