ولد Luciano Leggio زعيم المافيا العالمي عام 1925م ببلدة كورليني الإيطالية ، ويشتهر لوتشيانو بلقب liggio أو ليجيو ، وقد بدأ حياة الجريمة منذ الصغر فعندما كان في سن الـ 18 عامًا فقط كان يسرق الذرة من الحقول ، وتم الإبلاغ عنه وسجنه لمدة 6 أشهر .
وبعد خروجه من السجن قام بقتل الرجل الذي أبلغ عنه ليسجل اسمه بذلك في عالم الجريمة ، وفي عام 1945 م تم تجنيده من قبل رئيس المافيا كورليون ميشيل نافار ؛ لكي يعمل معه كقاتل محترف ومهرب للمخدرات ، ومن هنا بدأت رحلته مع الجريمة كعضو في المافيا إلى أن أصبح زعيمًا للمافيا بالعالم .
نشأته وبداية دخوله عالم الجريمة :
عاش لوتشيانو طفولته في فقر مدقع مع عشرة أطفال في مزرعة صغيرة ببلدة كورليوني الإيطالية ، ومن خلال رفقاء السوء التفت إلى الجريمة في سن المراهقة عند سرقته للذرة وعندما خرج من السجن قتل من أوشى به ، ومن هنا جذب أنظار زعيم المافيا نافار ، فهو صبي صغير وكان يستطيع أن يستغله لكي ينفذ له جرائمه .
لذا قرر نافار أن يضمه إلى المافيا وبالفعل استدعاه وعرض عليه أن يعمل لديه كقاتل ومهرب للمخدرات ، فوافق على الفور وبعد مرور وقت قصير أثبت لوتشيانو نفسه لزعيم المافيا نافار ، حيث استولى على مزرعة بقوة السلاح وأجبر صاحبها على التوقيع على التنازل عنها تحت تهديد السلاح.
وعندما تم القبض عليه وسجنه في أواخر الأربعينيات التقى سلفاتوري رينا وكان بعمر 19 عامًا فقط عندما كان مسجونًا بتهمة القتل الخطأ ، ثم أصبحا شريكين بالجريمة بعد ذلك ، وفي عام 1948م قام ليجيو باختطاف النقابي بلاسيدو ريزوتو وكان معه ثلاثة آخرين في وضح النهار .
وفي العام التالي عندما تم القبض على الرجلان الآخران اعترفا باختطافهما لريزوتو بمساعدة ليجيو ، الذي قام بإطلاق النار على رزيلتو وألقى به في كهف عمقه 15 متر ، وتم اعتقال ليجيو ولكن سقطت التهمة عندما رفض الشهود الإدلاء بشهادتهم خوفًا من أن يقتلهم ليجيو ، وبعد خروجه عُثر على الشريكين مقتولين وذهب ليجيو للاختباء من الشرطة ، وتم اتهامه مرة أخرى بقتل النقابي ولكن تمت تبرئته بسبب عدم كفاية الأدلة .
شخصيته :
كان ليجيو شديد التقلب والعنف وكان مغرورًا لدرجة كبيرة جدًا ، وعندما كان يحضر اجتماعات رؤساء المافيا تنفرج أساريره عندما يلقب بالبروفيسور ، وهذا على الرغم من أنه غادر المدرسة بعمر 9 سنوات ، وكان لوتشيانو يرتدي بدلات مصممة خصيصًا له واعتاد دائمًا أن يلبس النظارات الشمسية وينفخ بسيجاره الكوبي .
صعوده إلى رأس المافيا :
وسرعان ما بدأ ليجيو يكون فصيل خاص به من كل العصابات الموالية له ، وفي عام 1956م قرر فريق ليجيو أن يسيطر على زعامة المافيا ، وقرروا الحرب مع الزعيم نافار نفسه ، وفي عام 1958م وبينما كان ليجيو يسير عبر الحقول أطلق رجال نافار النار عليه ولكنه استطاع الهرب بعد إصابته إصابة طفيفة .
وبعد شهرين جهز ليجيو كمينًا محكمًا لنافار رئيس المافيا ، حيث هجم ليجيو ورجاله على نافار وأطلقوا على سيارته 200 طلقة من الرصاص الحي فتوفي نافار على الفور ، ثم أعلن ليجيو نفسه بعدها زعيمًا للمافيا وطارد أنصار نافار وقتل منهم أكثر من 50 رجل .
ومع تلك الحرب الدائرة بين أعضاء المافيا بدأت الحرب ضد عصابات المافيا تزداد من قبل الشرطة ، وكانت تلك المرحلة من حياته غاية في العنف فكان على استعداد لقتل كل من يخالفه حتى في الرأي ، وبدأ لوتشيانو يسيطر على تهريب الهيروين وهذا در عليه دخل كبير .
وفي عام 1958م تم القبض عليه ومحاكمته بقتل نافار وانتهت المحاكمة بتبرئته ، وفي عام 1968م كان متهمًا مع 113 متهم بتهم تتعلق بحرب المافيا ، والتي أسفرت عن مذبحة تسمى ciaculli وسميت تلك المحاكمة ب 114 وانتهت بعشر إدانات فقط ولكن تم تبرئته منها بعد التلاعب بالأدلة وبمسرح الجريمة واعتبرت محاكمته آنذاك محاكمة هزلية .
وتم تهديد القضاة وأعضاء النيابة برسائل من زعماء المافيا بالقتل وفي النهاية تم تبرئة الجميع ، وفي عام 1970م تم إدانة ليجيو مرة أخرى لقتل نافار ولكنه دخل المستشفى للعلاج من مرض بوت وهو نوع من أمراض السل وهذا المرض عانى منه لوتشيانو معظم حياته ، وفي النهاية تم تبرئته مرة أخرى ولكن ظلت الشكوك تحوم حول تبرئته باستمرار ، من خلال بعض الشخصيات العامة الفاسدة التي كانت تساعده .
السجن المؤبد :
في عام 1974م تم إلقاء القبض عليه من خلال تعقب هاتفه ، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بسبب قتله نافار ، وكان له سلطة كبيرة خلف القضبان بسبب أمواله الكثيرة ، لأن القانون الايطالي لم يسمح للسلطات بتجريد المجرمين من أموالهم ، وفي عام 1993م توفي لوتشيانو داخل السجن إثر نوبة قلبية عن عمر 68 عامًا ودفن في بلدته كورليوني .