يقصد بالغاز الطبيعي جميع المواد الهيدروكربونية التي توجد بالطبيعة بحالة غازية تحت الجو العادي ، وتتميز منطقة الخليج العربي عن غيرها بوجود احتياطات كبيرة بها ، ويبلغ احتياطي العالم من الغاز الطبيعي 155 تريليون متر مكعب ، حيث يعتبر الغاز الطبيعي أفضل أنواع الوقود النظيف وأقله تأثيرًا بالبيئة ، كما يعتبر واحد من أهم المصادر في توليد الطاقة الكهربائية .
ومن أهم استخداماته الاستخدام المنزلي للطهي والتدفئة والتبريد أيضًا ، ومن هنا بدأ الأمير فهد بن فيصل الفرحان يهتم بالغاز الطبيعي ، ففي شمال البريدة حيث مركز البطين وقبل 61 عامًا قام الأمير فهد الفرحان بحفر بئر بمزرعته ، لكي يخرج منه الغاز والماء وكانت تعرف تلك الظاهرة بالماء المشتعل ، وقد قام باستقدام خبراء من ألمانيا من أجل هذا .
وبالفعل وضعوا أنبوب ضخم لكي يعمل على الفصل بين المياه والغاز ، وبالفعل نجحت الفكرة وتم تمديد الغاز للعديد من المنازل القريبة ، ويقول الأمير متعب الفرحان أن والده عندما حفر البئر كان الماء يخرج منه مع الغاز ، وبعد تطوير البئر بواسطة الألمان تم فصل الغاز عن الماء وتمديد الخطوط للمنازل القريبة .
ولقد زار الموقع ملوك ومسئولين كبار على مدى سنوات طويلة ، ومنهم الملك سعود طيب الله ثراه والذي شرح له الوالد الأمير فهد الفرحان كيفية عمله وتخطيطه منذ البداية ، وقام بزيارة البئر أيضًا الملك خالد طيب الله ثراه وسمو الملك سلمان بن عبدالعزيز ، حيث شاهد الطريقة التي قام بها الوالد بالعمل في هذا الوقت ، ولقد وثقت جريدة أم القرى زيارة الملك سعود لموقع البئر ، ولا زالت صورة زيارة الملك سعود تزين المكان حتى الآن .
ولقد كانت تلك الفكرة عن تحويل الغاز الذي خرج من الماء سابقة لعصرها ، حيث كان الحطب ما يزال يستخدم في تلك الفترة ، ولا تزال الأنابيب المستخدمة في توزيع الغاز موجودة بمواقعها تشهد على ما قام به الأمير فهد الفرحان ، حيث أن الغاز يعتبر من أهم مصادر الطاقة البديلة عن النفط ، لأنه يتكون عبر الأزمان نتيجة تراكمات من كائنات وطحالب عبر السنين .
وبفعل الضغط والحرارة الناتج عن الطبقات الأرضية تتحول تلك المواد العضوية إلى غاز طبيعي ، والبترول والغاز كلاهما أخف من الماء وأقل كثافة من الصخور ، والغاز اخف من البترول لذلك يكتشف غالبًا فوق طبقة البترول أو منفردًا ، وفي العادة يستخرج إما مصاحب لاستخراج النفط أي في نفس الحقل ، أو أن يكون الحقل الظاهر به يحتوي على غاز فقط .
وبعد عملية الاستخراج تكون عملية المعالجة عبر عمليات كيميائية متعددة تعتمد على مكونات الغاز نفسه ، حيث يتم عزل مكونات الكبريت والزئبق والماء عن مركبات هيدروكربونية ، وبعد ذلك يتم إزالة الماء عن الغاز وأيضًا يتم إزالة الغازات الحمضية ثم يتم تجفيف الغاز مرة أخرى ، ويستخدم غاز الميثان في محطات توليد الطاقة ، وعندما يتم تبريد الغاز وضغطه يستخدم في الأغراض المختلفة .
ولقد حدثت اكتشافات كثيرة للغاز بالمملكة حتى وصلت احتياطات الغاز بها إلى 300 تريليون قدم مكعب ، ويعد مشروع الفاضلي بالجبيل من أضخم مشاريع إنتاج الغاز بالعالم ، ويتوقع له إنتاج يقدر بـ 2.5 مليار قدم مكعب بحلول عام 2019م ، وأيضًا المشروع الذي تم تشغيله بمعمل واسط بالجبيل ينتج 2.6 مليار قدم مكعب .
وهناك حقل الشيبة بالربع الخالي الذي يعتبر من أكبر حقول الغاز بالعالم ، حيث ينتج 2.4 مليار قدم مكعب يوميًا من الغاز كما ينتج أيضًا مليون برميل نفط يوميًا ، هذا بالإضافة إلى اكتشافات الغاز بالبحر الأحمر التي ستعطي رواجًا اقتصاديًا كبيرًا بالمملكة ، وبالطبع لن تنسى المملكة بداية الخير في اكتشاف الغاز على يد الأمير فهد بن فيصل الفرحان الذي كان اكتشافه فاتحة خير على المملكة .