في زمن المتوكل وحينما كان أميرًا للمؤمنين ، جيء إليه برجل ضرب الإمام وكانت تلك أول حادثة من هذا النوع تحدث في تاريخ الإسلام ، فقال له المتوكل إما أن تخبرني لما ضربت الإمام وإلا أوجعتك ضربا أمام الناس ؟ فقال الرجل يا أمير المؤمنين كنت على سفر وخرجت في البادية وإذا بصلاة الفجر قد حضرت .

دخلت المسجد القريب وتوضأت ودخلت لأصلي ، فصلى الإمام وبدأ بسورة البقرة حتى أنهاها كاملة ، فقلت لنفسي لعله يخفف في الركعة الثانية ، فقرأ سور أل عمران حتى أنهاها كاملة ، ثم سلمنا وقد أوشكت الشمس أن تشرق علينا ، وبعد أن سلم الإمام وقف وقال : أيها المصلون أعيدوا صلاتكم فقد تذكرت أنني على غير طهارة !

فلما سمعت ذلك منه ضربته يا أمير المؤمنين ، فقال المتوكل للرجل : والله لو كنت معك لضربته ، ونذكر لكم تلك الحادثة للعبرة وللعظة وأيضًا لطرافتها ، ومن المواقف الطريفة التي وقعت أيضًا مع الأئمة ما حدث بإحدى الدول العربية بمسجد كبير ، حيث كان أول يوم لصلاة التراويح بشهر رمضان الكريم .

يومها وقعت حادثة للإمام بالطريق ولم يحضر إلى المسجد ليؤم المصلين ، وكان بالمسجد أحد الشباب وهو من حفظة كتاب الله ومعه إيجازه بحفظ القران الكريم ، ولكنه لم يؤم المصلين من قبل وكانت لديه رهبًة كبيرةً في الوقوف إمام ، ولكن طلب منه الجميع أن يتقدم ليؤم المصلين .

فدخل ليؤم الناس ثم قرأ سورة الفاتحة وبعد أن وصل إلى نهايتها وقال (ولا الضالين) ، ردد المصلين خلفه وقالوا أمين ، ارتبك الإمام من كثرة المصلين ورائه ، وبدأ يصلي بسورة الإخلاص  فهي سورة قصيرة لكي يستجمع نفسه ، وبالرغم  من أنه حافظ  لكتاب الله كله ويحمل شهادات بذلك جعله الارتباك ينسى نهاية سورة الإخلاص ، فقام معظم المصليين بترديد الآية الكريمة (لم يلد ولم يولد) لكي يكمل السورة ، ولقد أسرها الإمام في نفسه ، ثم أكمل صلاة العشاء بسورة الفلق .

وبعد ذلك وفي أول ركعة بصلاة التراويح بدأ يقرأ سورة الأعراف ثم أطال وبعد عدة آيات توقف لكي يرده المصلين ولكن لم يرده أي أحد أبدًا ، وفي الركعة الثانية أكمل السورة كلها ثم بعد انتهائه من الركعتين قام ووقف وقال للمصلين : ( لم يلد ولم يولد ها ؟ ) !!!! كان ما فعله الإمام غريب !! وقد تعجب منه المصلين لأن للإمامة مهابة ووقار لابد أن يتحلي بها الإمام .

وكأنه أراد أن يقول لهم بذلك أنه كان يستجمع قواه فقط في سورة الإخلاص ، وحينما اختفت الرهبة انطلق يردد سورة الأعراف ، والجدير بالذكر في أمر الإمامة أن نشير إلى أمر رسول الله صلّ الله عليه وسلم بالتخفيف على المصلين  في حديثة الكريم : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” إذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ فَإِنَّ فِيهِمْ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَذَا الْحَاجَةِ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ ” رواه البخاري ومسلم .

وليس معنى ذلك أن نخفف بصلاتنا كلها ، ولكن يجب تخفيف صلاة الجماعة من أجل التيسير علي المأمومين بحيث يخرجوا من الصلاة ، وهم لها راغبون وأيضًا لأن في المأمومين من لا يطيق التطويل لسبب أو لأخر من مرض أو حاجة أو عجز .

ولكن إذا صليت منفردًا فلتطل صلاتك لأن ذلك لا يضر أحد ، ومن باب أن تيسر للناس طريق الخير وتحبب الناس بالصلاة وترغبهم فيها ، ولكن بما لا يبطل الصلاة أيضًا فيجب أن تأخذ كل حركة وكل سكنه في الصلاة حقها تمامًا لكي نحقق الخشوع التام أمام الله عزوجل .

By Lars