لقد أقيمت العديد من الطقوس الغريبة حول العالم ، وكان من بينها أمورًا لا تقبلها الإنسانية ولا تعلم كيف حدثت هذه الطقوس اللاإنسانية ؛ حيث أنها كانت تقوم في بعض الأحيان على تقديم البشر كنوع من القرابين ؛ لاعتقادهم السائد بأن ذلك سيحميهم من بعض الكوارث ، فهل كان قتل أطفالهم وتعذيبهم هو الحل؟! ، ما أفظع ذلك المشهد الذي سيذكره التاريخ إلى الأبد ! ، إنها أكبر عملية في التاريخ الإنساني تمت فيها التضحية الجماعية بالأطفال .

تمويل ناشيونال جيوغرافيك :
قامت جمعية ناشيونال جيوغرافيك بتمويل مجموعة من الباحثين من أجل التنقيب الأثري في بعض المناطق ، وقد قامت بنشر نتائج ذلك البحث التنقيبي على موقعها الإلكتروني الخاص ، وقد كانت تلك النتائج ذات مشاهد وأرقام صادمة .

نتائج البحث :
أعلن مجموعة من الباحثين في الآثار أنهم قد عثروا على رفات لأطفال ؛ والتي يُعتقد أنها كانت أكبر عملية حدثت في تاريخ الإنسانية للتضحية بالأطفال ؛ حيث تم العثور على أكثر من 140 هيكلًا عظيمًا لأجسام أطفال صغار في آن واحد ، وقد تم قتلهم قبل 550 عامًا ؛ خلال بعض الطقوس التي أقيمت في المنطقة الشمالية الساحلية من بيرو .

قام الباحثون الأثريون باكتشاف هذه الرفات بالقرب من المدينة المعروفة حاليًا باسم “تروخيلو” والتي تُعتبر امتدادًا للحضارة تشيمو القديمة ، وقد عثروا أيضًا على بقايا لمجموعة من حيوانات اللاما والتي بلغ عددهم 200 هيكلًا بالإضافة إلى هياكل الأطفال ، وقد قُتلت هذه الحيوانات أيضًا بنفس الطقوس التي راح ضحيتها أولئك الأطفال .

رأي كبير الباحثين :
تحدث كبير الباحثين والذي يُدعى “جون فيرانو” قائلًا أنه لم يكن يتوقع مُطلقًا ما قد تم العثور عليه ، كما قال أنه يعتقد أيضًا بأنه لا يوجد أحد كان يتوقع ذلك .

وقال أيضًا أحد الباحثين الكبار الذي يُدعى “غابريال بريتو” عن تلك المذبحة أن أول ما يتبادر إلى أذهان الناس حينما يسعون عن ذلك الحدث وعن حجمه ؛ فإنه يكون السؤال المنطقي هو لماذا حدثت هذه المذبحة؟ .

اكتشاف مذبحة 2011م :
اكتشف الباحثون مذبحة بشرية داخل هذه المنطقة خلال عام 2011م ؛ والتي كانت آخر اكتشاف لمثل هذه المذابح قبل اكتشاف عملية التضحية بالأطفال ، وقد عثر الباحثون في تلك المذبحة على 40 هيكلًا بشريًا للضحايا ؛ كما كان هناك 74 هيكلًا من حيوانات اللاما ، وقد تمت تلك العملية التنقيبية داخل معبد يرجع عمره إلى 3500 عام .

استخدام الأطفال كأضاحي بشرية :
أشار التقرير الخاص بعملية التنقيب أن أعمار الأطفال التي تم اكتشافها في هذه العملية الأخيرة تتراوح بين 5 و 14 عام ، وكانت أعمار الأغلبية العظمى منهم تتراوح بين 8 و 12 عام ، وقد استدل الباحثون بالموقع على أن أولئك الأطفال قد تم استخدامهم كأضاحي بشرية ؛ بسبب وجود كسور في عظامهم بما في ذلك العظم الموجود في الضلوع والقفص الصدري ، ويعني ذلك أيضًا أن قلوبهم قد تم انتزاعها من مكانها .

كما وجد الباحثون أن أجساد العديد من أولئك الصغار قد تم طلائها بمادة ذات لون فاتح من الزنجفر ، والاعتقاد السائد بين الباحثين هو أن ذلك كان جزءًا من الطقوس ، وقد عانت حيوانات اللاما من نفس المصير ، وكانت أعمارها أقل من 18 شهرًا ، وقد تم دفنها باتجاه جبال الأنديز من ناحية الشرق .

اكتشف الباحثون أيضًا أن تلك الأضاحي قد تم دفنهم في طبقات من الوحل ؛ وهو ما قد يشير إلى فهم ظروف تلك المذبحة ، والتي يُعتقد أنها حدثت بسبب الفيضانات والأمطار الغزيرة ، وقد تحدث “هاغن كلاوس” خبير الآثار قائلًا أن تلك القبائل قد لجأت إلى استخدام الأطفال كقرابين بعد عجزهم عن إيقاف الفيضانات عن طريق تقديم البالغين كقرابين ، وقد تم توضيح تاريخ الحادث بأنه قد وقع بين 1400 و1450م ؛ وذلك عن طريق استخدام تقنية تحديد التاريخ بالكربون المشع .

By Lars