دييجو رودريجز دي سيلفا Diego Rodríguez de Silva هو أحد مشاهير الرسم في إسبانيا ، وُلد في إشبيلية عام 1955م ، ويُعد من أعظم رسامي إسبانيا ، وعلى مستوى العالم فهو يُعامل على أنه كبير الرسامين ، ومن أشهر اللوحات التي رسمها لوحة عجوز تطهو البيض عام 1618م ، وقام باستخدام تقنيات متميزة واستثنائية في الرسم ، توفي في مدريد عام 1660م .
لوحة عجوز تطهو البيض وتاريخها :
قام رودريجز برسم لوحة عجوز تطهو البيض خلال فترة التي عاشها في إشبيلية عام 1618م ، أصبحت اللوحة ذات شعبية هائلة ، وتحولت إلى عمل ذات أهمية بارزة في تاريخ فنون الباروكية بإسبانيا ، كان العرض الأول لتلك اللوحة عام 1698م مع مجموعة من الأعمال الأخرى لرودريجز .
قد وُجدت تلك اللوحة في أوائل القرن التاسع عشر بإنجلترا ، وتم عرض اللوحة للبيع في أحد المزادات بلندن خلال عام 1813م ، وتم نشر اللوحة لأول مرة على أنها عمل خاص برودريجز عام 1893م ، وانضمت إلى بعض المجموعات الفنية في بريطانيا ؛ كما قام متحف أدنبرة بالحصول عليها عام 1955م .
وصف اللوحة :
تحكي اللوحة عن أحداث تدور داخل مطبخ شكله متناسق في عرض النور والظل ، وتظهر السيدة العجوز وطفل داخل أول مستوى الذي يتميز بشكله البارز ، وهناك بريق لضوء قوي يأتي من جهة اليسار ؛ ويتم تسليطه عليهما .
تبدو السيدة العجوز هي البطلة الرئيسية داخل اللوحة ؛ تجلس لتطهو البيض في قِدر من الفخار ؛ والذي يظهر في مركز اللوحة ، تحمل العجوز ملعقة خشبية في يدها اليمنى ؛ تقوم بتقليب البيض عن طريقها ، وكانت تحمل في يدها اليسرى بيضة أخرى ؛ ومن المتوقع أنها ستقوم بتكسيرها عن طريق حافة الإناء الخاص بالطهي .
يظهر طفل بجوار العجوز ؛ وكأنه يعبر عن مشهد ثاني داخل اللوحة ؛ حيث بدا أنه قد حضر للتو من الخارج ؛ وهو في انتظار إعداد الطعام ، كان يحمل ثمرة من الشمام في يده اليمنى ؛ أما في اليد اليسرى فكان يحمل قارورة من الزجاج .
ظهرت داخل اللوحة عدة عناصر خاصة بالمطبخ ؛ حيث ظهرت سلة من الصفصاف بها قطعة قماش معلقة على الحائط ، وكانت هناك القناديل التي تمت اضاءتها بالزيت ، وكانت هناك مجموعة من الأثاث الخاص بالمطبخ أمام السيدة العجوز ؛ والتي تتمثل في آنية خضراء اللون موجودة بجوارها ؛ وآنية خزفية زجاجية ذات لون أبيض ؛ كما وُجدت مدقة ذات يد ؛ وصحن خزفي يتوسطه سكين ؛ وكان هناك قِدر برونزي يحتك بقدر فخاري ؛ كما ظهر القليل من الفلفل الأحمر والبصل .
أثبتت دراسة تفاصيل وعناصر اللوحة ؛ أنها على قدر عالٍ من الروعة الموجودة في كل عنصر على حدى ، ولكن الوضع يتغير إلى الأسوأ في الوقت الذي تتداخل فيه كل العناصر ؛ حيث أن هناك بعض الآراء التي تقول أنه يوجد تعارض بين عنصري النور والظل داخل اللوحة ؛ ومع ذلك فقد نجح ذلك التعارض في خلق بنية متناسقة باللوحة .
اهتم رودريجز بإتقان المؤثرات البصرية أثناء رسم اللوحة ؛ حيث قام بعملية عرض للمراحل التي يمر بها البيض الدنيء قبل أن يصل إلى مرحلة الطهي عن طريق قليه ، واستطاع أن يقدم عمل رائع ذات تركيبة معقدة ؛ حيث أن للضوء بداخل اللوحة دور حاسم .
عكست اللوحة صورة مبهرة ؛ حيث صورّت لحظة تحطيم البيض ؛ واهتزاز الملعقة ؛ وتقريب الآنية ؛ وهكذا استمرار الأحداث الجارية كمشهد واضح أمام الأعين ؛ غير أن البطلين ظلا ثابتين ودون أن يحدث أي اتصال بينهما ، وبذلك استطاع رودريجز تقديم عمل رائع لفت إليه الكثير من الأنظار .