بعد الدراسات العلمية التي قدمها كل من “اخوان الصفا” والجاحظ في مجال علم الأحياء ؛ تحول الاتجاه العلمي إلى حالة من الفوضى والدجل عن طريق انتشار النصابين والدجالين ، ولكن قام مجموعة من العلماء بتصحيح المسار العلمي ، ومن أول هؤلاء العلماء كان العالم لينوس ؛ الذي قام بوضع قواعد تسمية الأحياء .
أصبح علم البيولوجيا الجزئية قاعدة رئيسية لمئات من صور التكنولوجيا في عدة مجالات منها الطب والزراعة ، والأساس الذي ورد من خلاله تسمية هذا العلم هو مرض يُطلق عليه اسم “الأنيميا المنجلية”.
لاحظ احد أطباء شيكاغو ويُدعى جيمس هريك عام 1910م ؛ ظاهرة بدت غريبة في دم واحد من المرضى السود ؛ حيث تتحول كرات الدم الحمراء تحت المجهر من شكلها العادي المستدير إلى شكل آخر يشبه الهلال أو المنجل ، واكتشف جيمس هريك فيما بعد أن تلك الظاهرة تتكرر عند العديد من المرضى الذين ينتمون إلى أصول أفريقية .
علم جيمس هريك أن استمرار عينات الدم في البقاء تحت المجهر لمدة قصيرة ؛ هو أمر ضروري لرؤية تلك الظاهرة ، وبمجرد أن يصل الأكسجين مرةً أخرى إلى تلك الكرويات الدموية فإنها ترجع إلى الشكل الطبيعي التي كانت عليه من قبل .
حينما عرف لينوس بولينج بحدوث تلك الطاهرة الغريبة ؛ اقتنع بأن لها علاقة بالتغيير الشكلي للجزيئات ، كما اعتبر أن الكرات الحمراء للدم حينما تكون مجرد نقطة هيموجلوبين تحاط بغشاء رقيق ؛ فإنها ظاهرة متعلقة بجزيئات الهيموجلوبين ، وجاء تفسيرًا منطقيًا لهذه الظاهرة وهو أن جزيئات الهيموجلوبين تقوم بعملية جذب لبعضها البعض عند غياب الأكسجين ؛ مما يؤدي إلى حدوث التغيير في شكلها ؛ بينما تعود إلى الشكل الطبيعي عند عودة الأكسجين .
اعتبر بولينج أن هؤلاء المرضى الذين أصيبوا بالأنيميا المنجلية ؛ يمتلكون جينات خاصة ؛ مما يجعلها تتحول إلى إنتاج نوع جديد من الهيموجلوبين ، واكتشف الباحثون بمعمل بولينج الاختلاف بين الهيموجلوبين العادي والآخر الموجود داخل خلايا المرضى بالأنيميا المنجلية ، وقد أُطلق على الهيموجلوبين العادي اسم هيموجلوبين A ؛ كما سُمي الهيموجلوبين الموجود لدى المصابين بالأنيميا المنجلية هيموجلوبين S ، كما تم اكتشاف أنواع أخرى من الهيموجلوبين .