تعد سراديب الموتى من الأشياء الغريبة في مدينة الأضواء باريس ، وهي عبارة عن شبكة من المحاجر والكهوف شديدة القدم والأنفاق والتي تمتد لمئات الأميال التي يتواجد فيها جماجم وعظام الموتى ..! ، في الأصل هي لحاجر للأحجار الجيرية تقع على مشارف المدينة .
كانت قديمًا يتم استخدام الموارد الطبيعية منذ زمن الرومان ، من أجل بناء المباني للمساهمة في توسعة المباني ونموها ولكن خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي تم تحويل تلك المحاجر حتى وصلت إلى المدينة بسبب التويع في أماكن الدفن على مدار عقود ، حتى أصبحت المقابر الباريسية مكتظة مثل مقبرة الأبرياء وأدى ذلك بالتبعية لانتشار الدفن غير اللائق وظهور القبور المفتوحة ذات الجثث المكشوفة .
وبدأ الناس يشتكون من الرائحة المنبعثة من تلك الأماكن التي تحلتت فيها الأجسام مع انتشار الأوبئة والأمراض ، ثم صدر مرسوم عام 1763م من قبل الملك لويس الخامس عشر مقتضاه يتم حظر المدافن بالعاصمة ، ولكن الكنيسة عارضت تنفيذ المرسوم لأنها لم ترغب في إخلاء المقابر أو حتى نقلها وظلت المقابر كما هي .
واستمر الوضع على ذلك لعام 1780م هطلت أمطار غير متوقعة تسببت في انهيار مقبرة الأبرياء فحدث تعفن للجثث وتسبب في تفسخها ، وكان لابد من اتخاذ قرار من قبل السلطان الفرنسية ، تم بداية العمل منذ عام 1786م بتلك المحاجر من أجل تحويلها إلى سراديب لموتى ، استغرق الأمر عامان تقريبًا ليتم نقل جميع العظام من مقبرة الأبرياء لسراديب الموتى وتم إزالة عظام الموتى من المقابر الأخرى الواقعة حول باريس بهدف إعادة دفنها بسراديب الموتى .
ومع الثورة الفرنسية بدأ الدفن مباشرة في سراديب الموتى وفي عام 1859م كانت أخر عمليات نقل العظام ، وبدأت فترة التجديد والإحلال على يد المهندس جورج أوجين هوسمان والذي تم الانتهاء من العمل عام 1860م وتم فتح السراديب أمام الجماهير وامتدت السراديب بطول 300 متر .
وفي اعوام 1970 إلى 1980م تم استكشاف السراديب بطريقة غير مشروعة ، وتم ترميم جميع السراديب الموجودة تحت الأرض وتحويلها إلى مساحات ابداعية واحدة من تلك الكهوف المتواجدة تحت الأرض تم تجديدها ووضع شاشات سينما ومطعم لتقديم طعام للزوار ، اليوم هو مكان للهروب من صخب الحياة بعد أن كان مكان لدفن الموتى في القرن الثامن عشر .