جبيل من أجمل المدن الفينيقية القديمة ، والتي تقع على سواحل البحر الأبيض المتوسط في شمال العاصمة اللبنانية بيروت ، قال المؤرخون أن جبيل من المدن التى بناها الإله أيل في بداية الزمان ، وظلت هي العاصمة الدينية للدولة الفينيقية ، وتم تسمية المدينة باسم بيبلوس نسبة إلى ورق البردي الذي كان أحد أهم الموارد الأساسية ، ولكن يقول عدد من المؤرخين أن مدينة جبيل كانت من أقدم المدن في العالم .
فقد قال عدد من المؤرخين أن المدينة كانت مسكونة قبل سبعة آلاف عام ، ونشأة المدينة كقرية صغيرة للصيد أُطلق عليها اسم جبيل ونمت تلك المدينة حتى أصبحت من المدن المزدهرة ، وتم استخدام المدينة لتكون أهم ميناء لنقل الأخشاب إلى مصر حيث كان شجر الأرز اللبناني يحظى بتقدير كبير ، كما أنها كانت من أفضل المدن في بناء السفن .
عُرف النجارين من الفينيقيين باسم أمراء البحر واستمر ازدهار المدينة بسبب التجارة مع مصر ، والتي أثرت بشكل كبير على المدينة من النواحي الدينية والثقافية والنواحي المالية ، ولعبت المدينة دورًا كبيرًا في الأسطورة المصرية القديمة إيزيس وأوزوريس ، التي تم دفن جثة زوج إيريس تحت جذع شجرة ، كما أن لأهل المدينة رؤيتهم الخاصة عن الدين والحالة الدينية .
لذلك نجد قصص عن الحرب في السموات والمعارك الأبدية بين إلهي الخير والشر ، وعن إله البحر يم وإله السماء بعل ، ومن الممكن أن تكون تلك الأسطورة جاءت من القصص المصرية والأساطير المصرية القديمة ، وبعدما غزا الأموريين المدينة عام 2150 قبل الميلاد قاموا بطرد السكان وحرق المدينة وأعادوا بناء المدينة واستقرارا في المدينة حتى انتهى حكمهم عام 1725 قبل الميلاد ، بعد غزو الهكسوس حتى جاء المصريين وطردوهم واستلوا على البلاد عام 1580 قبل الميلاد .
وبعد الاحتلال المصري للمدينة قدم الفينيقيون اسهامات للعالم منها الأبجدية التي تتكون من 22 حرف والتي حلت مكان الطريقة المسمارية في التواصل الكتابي ، ولكن بين عامي 1100 و725 قبل الميلاد بدأت المدينة في الانحدار ونمت مكانها مدينة صور ، ولكن بعد غزو الاسكندر الأكبر تدمرت المدينة ، وبعد ذلك في الحقبة الهلنستية أصبحت المدينة الأكثر شهرة في إنتاج أوراق البردي ومع عام 64 قبل الميلاد احتلها القائد الروماني بومبي واستكتر المدينة كمستعمرة رومانية لعام 395م .
ولكن بعد سقوط الدولة الرومانية سيطر على جبيل الدولة البيزنطية وكان ذلك بين عامي 395-637 ميلادية ، حتى قيام الدولة الإسلامية وانحدرت مكانة المدينة من حيث الأهمية والمكانة وعندما طُرد الصليبيون وصالت الدول الإسلامية إهمالهم للمدينة حتى أعاد المؤرخ الفرنسي Ernest Renan المدينة لمنطقة الأضواء وعرض تاريخها الطويل .