إنه من أكبر الكواكب بين كواكب المجموعة الشمسية قاطبةً ، في الحجم ، والكتلة معًا ، كوكب غازي عملاق ، يتم دورة كاملة حول الشمس في 29.5 سنة ، ويتم دورته حول نفسه في 10ـ11ساعة ، وحول الشمس خلال 29 سنة ونصف ، ويتميز بحزام من الكويكبات يدور حوله مما يعطيه شكلا مميزًا ، يبعد عن الشمس بحوالي 1,4 مليار كلم وهو كوكب غازي حجمه أكبر من حجم الأرض ب 755 مرة.
إن هذه المدة المتناهية في الصغر التي يستغرقها في دورته المحورية حول نفسه ، تجعله يُضغط عن القطبين بنسبة 10% ، مما يجعله الكوكب الأكثر تفلطحًا بين كل باقي كواكب نظامنا الشمسي وتركيبته سائلة عمومًا ، ويُتوقع أن يكون في مركزه نواة صخرية صلبة .
اكتشافه :
عُرف هذا الكوكب منذ عصور ما قبل التاريخ للقدرة على رؤيته بالعين المجردة بسهولة ، وكان من أبعد الكواكب المعروفة في النظام الشمسي باستثناء الأرض ، وهذا جعل له خواص رئيسية في الأساطير القديمة ، تمكن العلماء البابليون من رصده بصورة منتظمة وقاموا بتسجيل حركاته.
وقد حصد مكانته عند البابليين والرومان ، وكذلك عُرف عند العرب ، وكل قد أسماه باسمه فعند الرومان إله الزراعة والحصاد واسمه باللاتينية ساتورن ، واسمه في العربية مشتق من الجذر زحل بفتح الزاء بمعنى تنحى وتباعد ، وذلك لبعده في السماء.
كان أول من رصد زحل غاليليو Galileo عام 1610م :
كان هذا العالم أول من اكتشفه بوساطة تليسكوبه البدائي الصغير ، وقد لاحظ مظهره الشاذ ، الذي أربكه وحيّره كثيرًا، لم تكتشف حلقاته إلاّ عام 1659م من قبل عالم هو هويغنز ، وبعد ذلك ظلت هذه الحلقات هي الوحيدة المعروفة في النظام الشمسي ، حتى عام 1977م حين اكتُشفت حلقات باهتة اللون حول أورانوس ، وبعد ذلك ، بمدة قصيرة ، حول المشتري ونبتون.
إمكانية وجود حياة على سطح كوكب :
تختلف طبيعة هذا الكوكب عن طبيعة الكرة الأرضية ، بحيث أننا لا نستطيع أن نحيا عليه ، وذلك لعدة أسباب منها الرياح سريعة على الكوكب وتبلغ 1800 كم/س ، والضغط الجوي العالي ، وعدم وجود أرض صلبة ، فهو كما أكد العالم كوكب غازي.
التوابع لكوكب زحل :
يتبعه ما لا يقل عن 18 تابعًا بالإضافة إلى حلقاته المميزة ، وما يلفت الانتباه في هذا الكوكب أن أكبر توابعه يبلغ قطره 5,140 كم ، وهو بهذا أكبر من كوكب عطارد ، واسمه تيتان ، وأكبر من كوكب بلوتو ، وتيتان هو أحد التوابع القليلة في المجموعة الشمسية الذي يحيط به غلاف جوي ، ويتكون غلافه الجوي أساسًا من غاز النيتروجين.
الحرارة على سطح كوكب زحل :
الفصول عليه تكون أكثر طولًا مما هي عليه على سطح الأرض ، ويستمر الفصل الواحد عليه بما يعادل 7,5 سنة أرضية تقريبًا ، ولما كان أكثر بعدًا عن الشمس فإن درجة حرارته تنخفض كثيرًا عن درجة حرارة الأرض ، ويبلغ متوسط درجة الحرارة على قمم السُحب التي تغطي زحل 178°م تحت الصفر (-178°م).
السطح والجو :
يعتقد معظم العلماء أن الكوكب ما هو إلا كرة ضخمة من الغاز ، دون ظهور أية مواد صلبة ، ولكن يرجح العلماء أن لهذا الكوكب قلبًا داخليًا صلبًا ساخنًا ، يتكون من الحديد والمواد الصخرية ، ويحيط بهذا القلب المركزي الكثيف غلاف يتكون غالبًا من النشادر والميثان والماء ، ويحيط بذلك غلاف آخر من الهيدروجين الفلزي المسال تحت ضغط شديد جدًا.
وتعلوه طبقة من غازي الهيليوم والهيدروجين المضغوطين ، ضغطًا قويًا على هيئة سائل لزج شديد اللزوجة ، يتبخر جزء منه بالقرب من سطح الكوكب ، وينتشر هذا الخليط الغازي المضغوط حوله ليكون غلافه الجوي الذي يتكون غالبًا من نفس العنصرين (هيليوم وهيدروجين) .
رحلات ناسا نحو كوكب زحل :
1- بيُونير Pioneer 11 عام 1973م ، وإطلاق المركبتين فويجر 1 ، وفويجر 2 عام 1977م وأهم المعلومات المرسلة :
أرسلت الرحلة الأولى بيانات ، وصورًا فوتوغرافية له ، كشفت الكثير عن حلقاته الأولى ، ثم أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية المركبتين الفضائيتين المذكورتين ، وقد أكدت هاتان الرحلتان وجود الحلقة السابعة ، كما اكتشفتا أن الحلقات الرئيسية مكونة من حليقات رفيعة ، وبالإضافة إلى ذلك أرسلت ، المركبتان بيانات وصورًا ضوئية أدت إلى اكتشاف تسعة من توابع زحل.
2- رحلة كاسيني ومهمة استمرت عشرين عامًا :
انطلقت عام 2004م لتصل إلى الغلاف الجوي ، وقد اكتشفت اكتشافات هائلة ، فقد زودوها بكاميرات ومعدات هائلة تتمكن من أخذ قياسات دقيقة وصور مفصلة ، حيث تمكنت من الكشف عن إمكانية الحياة على هذا القمر إنسيلادوس الذي يدور حول كوكب زحل ، لاحتوائه على معظم الظروف الضرورية للحياة من ماء ، وأن المحيط الموجود تحت سطح قمر زحل له قاعا صخريًا مكونا من صخور الأملاح ، وقد انتهت رحلتها في منتصف سبتمبر 2017م ، بعد أن دمرت نفسها بعد رحلة استمرت قرابة العشرين عامًا .