تعتبر الكنافة من أشهر الحلويات الشرقية التي ارتبطت ارتباطًا وثيقا بشهر رمضان الكريم ، وقد كانت الكنافة زينة لموائد الملوك قديمًا ، ولكنها سرعان ما انتقلت لموائد العامة ، لبساطتها وعدم ارتفاع ثمنها ، ويرجع تسمية الكنافة بهذا الاسم إلى فترة ولاية معاوية ابن أبي سفيان على الشام .
حيث تشير الروايات إلى أنه أول شخص تقدم له الكنافة كطعام للسحور ، وذلك لتمنع عنه الجوع الذي كان يشعر به ، وذلك لما تمنحه الكنافة من سعرات حرارية عالية للجسم ، ولاحتوائها على السكر والفيتامينات المختلفة ، وقد قيل عن تلك الحلوى أنها صنعت له خصيصًا ، وقد اتخذت الكنافة لنفسها مكانًا خاصًا بين أنواع الحلوى المختلفة التي ابتدعها الفاطميون.
وأصبحت على المائدة الرمضانية في عهد المماليك والأيوبيين والأتراك من بعدهم ، وللكنافة أنواع فمنها الكنافة الشعر ، وسميت بهذا الاسم نسبة لخيوط الكنافة الرفيعة التي تشبه خصلات الشعر ، ويتم صنعها بطريقتين إما بطريقة الماكينة أو بالطريقة اليدوية التي تعتمد على استخدام الوعاء ذي الثقوب الذي يحمله صانع الكنافة ويلف به في دوائر ، لتخرج الكنافة كشعيرات رفيعة دائرية يتم تجميعها بعد نضجها وبيعها للمشترين .
ومع تطور صناعة الحلوى أصبحت الكنافة علما يدرس في مختلف الجامعات ، ومعاهد وكليات الطهي ، ومن أنواعها الشعرية الكنافة النابلسية التي سميت بهذا الاسم نسبة إلى مدينة نابلس الفلسطينية حيث كانت تنتشر هناك وتكثر صناعتها ، وفيها يتم استبدال الحشوة التقليدية بالجبن الذي يعطيها مذاقًا مغايرًا ويجعلها تمط بشكل رائع ، وتعد من أشهر الأنواع في الشام.
وللكنافة أشكال عديدة منها المبرومة أو الصينية ، أو الدائرية التي تشبه عش العصفورة الصغير ، ويمكن حشوها بالمكسرات أو القشطة أو الكاسترد أو حتى المانجو والشيكولاته فكلها حشوات رائعة تعطيها نكهة مميزة وتجعلها على رأس قائمة الحلويات المحببة إلى المجتمع الشرقي.
ومن الطريف أن العديد من شعراء العرب نظموا الشعر في تلك الحلوى اللذيذة ، فجاء شعرهم فيها وصفًا وإعجابًا ، كما استطاع أحدهم في مدينة نابلس تحضير أكبر صحن كنافة عام 2009م ، ليدخل به موسوعة غينيس للأرقام القياسية حيث بلغ طول الكنافة فيه إلى 75 × 2 متر ، وبلغ وزنها 1.350 كيلو جرام .