إنه الجار الأقرب إلى الأرض كوكبنا ، حدق الناس فيه منذ قديم الأزل إلى ضوئه الأحمر الذي يبدو على بعده ضوءًا خافتًا كثيرًا في الفضاء ، متسائلين ، هل توجد حياة على هذا الكوكب الأحمر.

نظرة تاريخية على أهم محاولات اكتشاف كوكب المريخ عبر التاريخ :
فلا يوجد شخص واحد يرجع إليه الفضل في اكتشافه ، فقد عُرف هذا الكوكب في جميع الحضارات القديمة ، ولوحظ منذ آلاف السنين ، بدءا من الحضارة المصرية القديمة إلى الحضارة اليونانية ، والحضارة الرومانية ، بأسماء مختلفة ، وارتبط بكثير من الأساطير ، وكانت الحضارة اليونانية أكثر الحضارات نظرًا إلى الكوكب نظرات عقلانية بعيدًا عن الاساطير.

جهود عالمي الفلك الكندي تايكو برايي ، والألماني يوهانس كبلر:
استطاع هذا العالم الكندي عام 1576م أن يقدم تحليلات غاية في الدقة عن الكوكب ، باستخدام نظره فقط ، واستطاع العالم الألماني أن يقدم تحليلات دقيقة ، محاولا إثبات بيضاوية مدار الكوكب وهو ما كشف البحث الحديث دقته.

جهود وكالة الفضاء ناسا في اكتشاف كوكب المريخ:
إرسالها القمر الصناعي مارينر 9 ، وإرسال مركبتي فايكنج الاولى والثانية ، إطلاق مركبة تسمى أوديسي:
في عام 1971م ، تم إطلاق أول قمر صناعي إلى الفضاء لمراقبة والتقاط صور لتضاريس الكوكب ، وكذلك معرفة مناخه ، وبالفعل عادت بصور للوديان الواسعة على سطحه ، والتقطت صورًا للبراكين على الكوكب .

وفي عام 1975م تم إرسال المركبتين فايكنح الأولى والثانية ، على سطح الكوكب لتقوما بتحليل تربة المريخ وصخوره ، وفي 2001م أعادت ناسا إرسال المركبة أوديسي لتكون أفضل من سابقتها ، والتي أعطت معلومات أكثر فاعلية وواقعية عن المريخ ، والتي ما تزال موجودة في مدار المريخ حتى وقتنا هذا.

والآن وبعد الثورة العلمية ، مع بدايات القرن العشرين ، وتطور وسائل التكنولوجيا قد جعلت النظر إلى المريخ أكثر قربًا ، وبالتالي فقد أصبح الامر أكثر تعقيدًا إذ تظهر أشياء تجعل العلماء في حيرة كبيرة ، متسائلين عن التفسير ، ومن ثم تظهر النظريات المختلفة.

أغرب الأشياء التي تم التقاطها على سطح المريخ:

صورة الوجه الإنساني:
ربما هي العلامة الأكثر شهرة وغرابة في نفس الوقت ، إنه ذلك الوجه الغريب الذي التقطته إحدى المركبات ، هذا الوجه الذي أثار الجدل ، حيث ظهر في الصورة وجهًا إنسانيًا منحوتًا ، وعلى الفور ظهرت النظريات التي تفسر هذا الأمر الغريب والشاذ ، فهل كانت هناك حضارة قديمة على سطح المريخ ، استغرق الأمر 20 عامًا من التكهنات ، حتى أثبتت الصور العالية الدقة ، أن الوجه ، كان ناتجًا عن الوهم البصري الناجم عن الظلال والضوء على تلة طبيعية على المريخ.

فأر المريخ :
ذات مرة نشرت ناسا صورا التقطت من مركبة فضاء ، ووجدت صورة غريبة ، حققت هذه الصورة انتشاراً هائلاً على أغلب المواقع والمدونات الإخبارية ، فالصورة تظهر ما يشبه حيوان من القوارض مثل الفأر يزحف بين الصخور ، لكن تحليلاً دقيقاً لها من المتخصصين أثبت أن الأغلب أنها مجرد خداع بصري بالظل ، وأن هذا الكائن ما هو إلا صخرة تشكلت طبيعياً بهذا الشكل .

معلقة على سطح المريخ :
زاد هذا الاكتشاف من حماس المقتنعين بفكرة وجود حياة لكائنات غريبة بالفضاء ، بل إنهم أعربوا عن عثورهم على ضالتهم المنشودة مع إعلان الوكالة الأميركية عن هذا الكشف المثير للدهشة ، والحيرة فإن اكتشاف ملعقة كبيرة على سطح الكوكب يؤكد وجود حياة حقيقية ، وتم العثور على تلك الملعقة العملاقة ، من خلال صور التقطت بواسطة إحدى عربات ناسا الجوالة التي تعرف باسم ناسا روفر.

تطور البحث عبر السنين في احتمالية وجود حياة على الكوكب الأحمر المريخ:

العثور على غاز الميثان يجدد الأمل:
مازال العلماء يأملون في وجود أحياء على سطحه ، وقد زادت احتمالية صدق ما يقولون إنه في ديسمبر 2014م تم اكتشاف مؤشرات على انبعاث هذا الغاز منه ، وهو غاز يضاعف وجود من احتمالات وجود حياة ، ففي الأرض 90% من الميثان يتم إنتاجه بواسطة الكائنات الدقيقة ، بالتالي فإن التوقع يشير إلى أن ثمة كائنات تقوم بالدور نفسه على كوكب المريخ ، كما يعتقد أن المريخ هو المكان المناسب للعثور على حياة خارج الأرض ، لأنه يحتوي على المياه والغلاف الجوي.

هل نستطيع أن نعيش على المريخ ؟
لا يمكن بأي شكل من الأشكال العيش عليه ببساطة ، كما هي هنا على الأرض ؛ لأن بيئته هي بيئة معادية لحياة الإنسان ، وذلك نتيجة البرد قارص ، بالإضافة إلى وجود الإشعاعات المكثفة ، وغلاف جوي لا يمكن للإنسان أن يتنفس فيه ، ولكن هناك إصرار العلماء على بدء الحياة على المريخ ، وعزمت ناسا على إرسال أول رحلة مأهولة بالبشر من مختلف أنحاء العالم لتجربة العيش على المريخ في رحلة بلا عودة.

لماذا لا يمكن العيش على المريخ ؟
لا يمكن وجود حياة على الكوكب لعدة أسباب هي أسباب  عدم وجود هواء على سطحه ، فإذا نزعت قناع الأكسجين ، فستموت خلال بضعة دقائق ، بالإضافة إلى انعدام ضغط للهواء ، فالغلاف الجوي رقيق ، والجو أبرد من القطب الجنوبي في الأرض ، كما أن هناك كميات كبيرة من الإشعاع المتدفق من الفضاء باتجاه سطح المريخ ، وزيادة على ذلك ، فإن التربة سامة ، لذلك فإذا أردنا استخدامها للزراعة ، فسوف يتطلب الأمر أولًا أن تمر التربة بعمليات إزالة التلوث.

ما الأسباب التي جعلت العلماء يفكرون في العيش في المريخ :
خوفا من فناء كوكب الأرض واستحالة العيش عليه ، عند تغير المناخ ، أو انعدام الموارد الطبيعية فلابد من التفكير في وجود عالم بديل قد يسع بني الإنسان ، للحفاظ على الجنس البشري فلابد أن يكون ما يواصل استكمال السلالة ، فإن المريخ سيكون وجهتنا الطبيعية .

كما أن هذا الكوكب سيساعدنا بعدة طرق ، فسطحه قد يستخدم في صناعة الخرسانة ، كما أن هناك نظام كامل من الممرات أو المغارات تحت السطح والتي يمكنها أن تتحول إلى أماكن للسكن لحماية البشر من الإشعاع على السطح ، كما قد يمكننا من بناء المحطات النووية ، وهذه الطاقة من المحطات النووية من شأنها ان تساعد في فصل الأكسجين عن ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي للمريخ ، كما أن مركبة روفيرز التي أرسلت إلى المريخ أثبتت وجود مياه متجمدة تحت سطح المريخ .

By Lars