عند منتصف ليل 4 نوفمبر عام 1605م ، توجهت ثلة من الجنود إلى الأقبية الموجودة أسفل مجلس اللوردات في وستمينستر وألقت القبض على المتآمر غوى فوكس ومعه 36 برميلاً من البارود مخبوءة تحت كتل من الفحم والحطب ، وكان مع تلك البراميل كمية كبيرة من الصخور ، وقضبان الحديد لتزيد من القوة التدميرية للانفجار ، وكانت المؤامرة تهدف إلى نسف البرلمان وكل من بداخله أثناء إلقاء الملك جيمس خطابه هناك .
الملك والاستجواب :
شكر الملك العناية الالهية التي أنقذته ، وشارك بنفسه في استجواب فوكس الذي اعترف بعد التعذيب الشديد وأدلى باسم رأس المؤامرة ، روبرت كاتسبي ، وأسماء مجموعة من المتشددين الكاثوليك ، الذين كانوا يسعون للإطاحة بالملك جيمس وإعادة بريطانيا للكنيسة الكاثوليكية .
المؤامرة والاعترافات :
كان فوكس جنديا مدرباً على استخدام المتفجرات ، في الخامسة والثلاثين من عمره ، وكان المتآمرون يخططون لاستئجار منزل ملاصق لمجلس اللوردات ، يحفرون منه نفقاً إلى أسفل المجلس حيث يضعون المتفجرات ، وبعد أسابيع من التداول حول الأمر اكتشفوا أن هناك عدة أقبية مؤجرة للعموم ، تحت مبنى البرلمان ، فاستأجروا أحد تلك الأقبية ، وبدؤوا يعدون العدة لتنفيذ مؤامرتهم .
بعد استئجار القبو ، نقل المتآمرون براميل البارود إليه بكل سهولة ويسر أثناء الليل وغطوها بالحطب ، وكان من المفترض أن يشعلها فوكس في الوقت المناسب ويهرب ، مغادراً انجلترا عن طريق البحر ، و في تلك الأثناء يقوم المتآمرون ، بخطف أبناء العائلة المالكة ، وإشعال ثورة في البلاد تنتهي بتحقيق مآربهم .
فشل المؤامرة :
غير أنه لسوء حظ المتآمرين ، قام أحدهم بتوجيه رسالة إلى اللورد الكاثوليكي ، مونتيجل يحذره فيها من الذهاب إلى مجلس اللوردات يوم خطبة العرش ، لأن البرلمان سوف يتلقى ضربة رهيبة ، لم يرد في الرسالة ذكر أسماء ولا لأية تفصيلات أخرى ، ومع ذلك عرف الملك بأن هناك مؤامرة تحاك ضده ، وأمر ببدء التحقيق وإجراء التحريات حول حقيقة الأمر .
كشف المؤامرة :
قام اللورد تشامبرلين بجولة تفقدية صباح يوم 4 نوفمبر ، زار خلالها مبنى البرلمان والأقبية أسفله ، وشاهد فوكس مع أكداسه من الحطب والفحم ، وسأله عن صاحب تلك الأكداس فأجابه فوكس : بأنها لسيدة توماس بيرسي ، الذي كان في حقيقة الأمر أحد المتآمرين ، ولقد أحس فوكس بأن السلطات تشك في أمر ما ، فأنذر رفاقه ، هرب بعض رجال المؤامرة إلى الأرياف .
التحقيقات :
أما فوكس فقد رجع إلى القبو بناء على التعليمات ، مثل أي جندي مطيع ، وهناك تم القبض عليه ، دون أن يفاجأ بذلك ، تم احضار غوي فوكس أمام الملك للتحقيق معه ، ومن هناك تم إرساله إلى السجن ، حاول فوكس في بداية التحقيق عدم البوح بأي اسم ، وأنكر التهم الموجهة إليه ، ولكنه بعد التعذيب الشديد ، اعترف بكل شيء ، بعد ذلك قتل بعض المشاركين في المؤامرة أثناء مقاومتهم للاعتقال ، وألقي القبض على الباقين .
المحاكمة:
وفي 27 يناير عام 1606م ، مثل فوكس وستة من رفاقه أمام هيئة المحكمة ، كانت المحاكمة مناسبة لتمجيد الملك والتنديد بأعدائه ، أكثر مما كانت لاستجواب المتهمين والتحقيق معهم ، وقد طغت على أجواء المحاكمة البلاغة والخطابة ، ومن يراجع سجلات المحكمة لا يعثر على اسم فوكس إلا في وضع واحد ، عندما سأله القاضي لماذا اعترف بأنه مذنب بعد أن كان يصر على أنه غير مذنب !
الحكم القاسي وتنفيذه :
صدر الحكم على المتهمين بالسحل في الشوارع ، وبالإعدام شنقاً ، وبتقطيع جسد كل منهم إلى أربع قطع ، وقد تم ذلك فعلا في 31 يناير عام 1606م ، بثلاثة من المتهمين هم توماس ونتر ، وأمبروز روكوود ، وروبرت كايز أمام عيني فوكس، والذي ترك للآخر حتى يشهد العذاب الذي يعانيه كل رفاقه.
وعندما جاء دوره ، كان فوكس لا يستطيع صعود السلم ، إلى المنصة بسبب المرض ، والتعذيب الذي لقيه أثناء التحقيق قبل مثوله أمام المحكمة ، لقد تحولت القسوة في تنفيذ الأحكام إلى وحشية ما بعدها وحشية .