مادة السكرين أو saccharin أو Benzoic Sulfimide هو مُحلى صناعي لا يحتوي على أي سعرات حرارية ، وذلك رغم أن طعمه يفوق حلاوة السكر الطبيعي أو سكر السكروز العادي بنحو 400 مرة .
استخدام السكرين :
ويستخدم السكرين كبديل للسكر الطبيعي في حالات مرضي السكري حيث أنه لا يؤثر على مستوى السكر في الدم ، ولا يؤثر على نسبة هرمون الأنسولين التي يفرزها الجسم ، كما تتم إضافته لتحلية مشروبات التخسيس والحميات ، بل ويتم استعماله في تحلية الأدوية ذات المذاق المُنفر أو ذات المذاق اللاذع .
قصة اكتشاف مادة السكرين :
ويعود اكتشاف السكرين إلى عام 1879م ، وذلك عن طريق مُحلل القطران والفحم الكيميائي قسطنتين فاهلينبرج Costantin Fahlberg ، حيث كان يعمل يومًا ما بمشتقات قطران الفحم ، ثم توجه لتناول الطعام دون أن يقوم بغسل أيديه .
وحين تذوق الطعام لاحظ حلاوة في الطعم رغم أن الطعام ذات مذاق معتدل في الأصل ، فنظر ووجد أن ما كان على يده من مواد أثناء عمله التصقت بالطعام وتناولها ، فعاد إلى معمله واكتشف أن تلك المادة التي كانت متسخة بها يده هي مادة ناتجة من مزج حمض سالفوبنزويك مع الأمونيا .
ونتجت مادة السكرين كمشتق من قطران الفحم أو مادة التولين ، وقدم اكتشافه ذلك وحصل على براءة اختراع للمُحلى الصناعي السكرين ، حيث إنه مادة ليس لها أى قيمة غذائية ، ولا يُهضم في الجسم ، وذلك عام 1884م ومن بعدها قامت العديد من الشركات بتبني إنتاجه ودخل في العديد من الصناعات الغذائية ، وفي عام 1907م أقرت منظمة الغذاء والدواء امكانية استخدامه كمنتج صالح للاستعمال اليشري .
وقبل طرحه في الأسواق ، تم اجراء العديد من التجارب والأبحاث للتوصل إلى كافة طبيعته ومميزاته والتي منها ثباته الحراري أي لا يتفاعل مع مكونات الطعام كيميائيًا ، ويستخدم لتغطية أطعام الأدوية اللاذعة ، ويُمزج مع مادة الأسبرتام لصنع مشروبات الحمية والتخسيس وصناعة معجون الأسنان ، ويستخدم سكارين الصوديوم في صناعة الأطعمة والمشروبات لقدرته الكبيرة على الإذابة في الماء .
السكرين ومرض سرطان المثانة :
ولكن في عام 1970م وجدت علاقة بين كثرة استهلاكه ، وبين حدوث سرطان المثانة ، وقد وصفه المعهد الدولي للأبحاث السرطانية بأن مادة السكرين تنتمي لمجموعة (ب) من حيث كونها مادة مسببة للسرطان .
ومنعت كندا استخدامه تمامًا في عام 1977م ، كما حذرت الجمعية السعودية لطب الأسرة استخدامه لأنه قد يسبب مرض السرطان ، وذلك لقيام دراسة ربطت بين إصابة الفئران بسرطان المثانة وبين استهلاك تلك الفئران لمادة السكرين .
مما أدى إلى منع اضافتها للطعام والشراب طبقًا لقرار إدارة الغذاء والدواء العالمية FDA ، بل وتم وضع لاصقات تحذيرية على المنتجات التي تحتوي على السكرين ، بأن ذلك المادة تسببت في إصابة حيوانات التجارب بالسرطان.
ولكن في عام 2000م ، وجدت الدراسات أن ما ينطبق على فئران التجارب لا ينطبق على الإنسان ، فتم إزالة التحذيرات الملصقة على العبوات ، وتم إزالة مادة السكرين من برنامج السموم الوطني الأمريكي .
معدل الاستهلاك اليومي :
ولكن تم تحديد الكمية اليومية المسموح بها ، وهي 5 ملليجرام لكل كيلو جرام من وزن الشخص ، ومن الجدير بالذكر أنه يجب استشارة الطبيب قبل استعمال المحلى الصناعي السكرين ، ويمنع تناوله أثناء فترة الحمل لقدرته على عبور المشيمة والوصول الى دم الجنين .
وفي عام 2008م ، تم إجراء دراسة في جامعة بوردو تؤكد أن تناول السكرين يسبب زيادة الوزن ، ويزيد من السعرات الحرارية بداخل الجسم التي تؤدي بدورها إلى زيادة الوزن وذلك طبقًا لتجربة تمت على فئران التجارب .