تاريخ النازية ممتلئ بالعديد من القصص والأحداث الشاذة والبشعة ، حتى نالت سمعة سيئة على مستوى العالم عبر التاريخ ، ففي تلك الفترة التي برزت فيها النازية بألمانيا خاضت حروبًا كثر في محاولة للسيطرة على العالم ، تم على إثرها ارتكاب العديد من الجرائم التي يندى لها الجبين ، وللأطباء النازيين الكثير من القصص المروعة في حق البشر ، حيث مارسوا الكثير من التجارب السيئة والعمليات الموسعة تجاه البشر ، وكل ذلك تم تحت مظلة العلم.
ويروي التاريخ قصصًا عن تجارب تم إجراؤها على البشر في المعسكرات ، التي أقامها النازيون وتكللت كلها بالألم والموت ، حتى تم محاكمة هؤلاء الأطباء النازيون كمجرمي حرب في حوالي ثلاثة وعشرون جريمة بشعة ، تجاهلت الإنسانية وأصبحت تفاصيلها صدمة لكل من يسمع بها.
جريمة التجميد :
قام الأطباء النازيون بإنشاء أحواض جليدية كبيرة وضخمة للغاية ، وذلك من أجل وضع الضحايا بها وهم عراة أو يرتدون بذلات الطيران ، وكانوا يغمرونهم داخل تلك الأحواض الجليدية لفترات طويلة للغاية قد تصل إلى سبعة ساعات متصلة ، وكل ذلك من أجل إيجاد طرق لعلاج الطيارين الألمان الذين كانوا يعملون بمياه المحيط الجليدية!
ولم تتوقف التجارب عند هذا الحد ، فقد كان هناك طبيب شهير يدعى لوفتواف ؛ هذا الطبيب ذاع صيته داخل المعسكرات النازية إبان عام 1941م ، حيث قام بإجراء حوالي أربعمائة تجربة ، وقع خلالها أكثر من ثلاثمائة ضحية ؛ وذلك بدعوى إيجاد طريقة لعلاج الارتفاع حرارة الجسم ، مما يعني أن هؤلاء الضحايا قد عانوا من تجارب عدة في وقت قصير .
واستمرت تجارب هذا الطبيب المجرم دون توقف ، بل كان يغمر ضحاياه عقب تعريضهم ووضعهم بالمياه الجليدية ، في أحواض ممتلئة بمياه تصل حرارتها حد الغليان ، من أجل التعرف على الآثار الجانبية لتلك الصدمات على الجسد البشري ، وذلك من أجل توفير أساليب جديدة للحصول على الاعترافات من الأسرى.
وبالطبع أجريت تلك التجارب على الأسرى من الجانب السوفيتي ، وتحت مسئولية القيادات النازية ، فقد كانت ظروف الطقس التي واجهت الجنود الألمان آنذاك هي ما جعلت القيادات تفكر في كيفية مواجهة الروس لها ، فالجنود الألمان بالجبهة الشرقية لم يستطيعوا تحمّل ذلك الطقس القارص ، مما دفعهم إلى التحول نحو إجراء تجارب جديدة من أجل الحصول على الشفرة الوراثية لهم.
عمليات زرع العظام والعضلات والأعصاب :
الهوس النازي بمواجهة الروس وكيفية معيشتهم في الطقس البارد ، دفعهم للمزيد من التجارب غير الآدمية على الأسرى ، ففي خلال الفترة الواقعة من عام 1942م وحتى عام 1943م ، تم إجراء تجارب جديدة في معسكر رافنسبورك النازي ، وذلك بدعوى دراسة العظام والأعصاب وكيفية زراعة العظام من شخص لآخر .
ومن أجل تلك التجارب المقيتة تم إجراء عمليات للعديد من الأسرى أجري خلالها إزالة لعظام الكثير من الضحايا ، وتم فصل أعصابهم أو إزالتها من أجسادهم دون تخدير ، حيث عانى الكثيرون من الألم والعذاب ، والعجز الدائم أيضًا .
وبحلول عام 1946م ، استطاعت إحدى الناجيات من معسكرات التعذيب النازية وتدعى جادويجا كامينسكا ، أن تقدم شهادتها بشأن ما تعرضت له من تعذيب داخل معسكر رافينسبروك تحديدًا ، حيث قالت أنها قد تعرضت لإجراء عمليتين جراحيتين دون تخدير ، ولا تذكر شيئًا مما حدث سوى الآلام المبرحة ، والحرارة المرتفعة التي وصلت حد الحمى إثر إجراء العمليات الجراحية لها .
ولم تعرف السر الكامن خلف ذلك سوى لأنها بولندية وطنية ، بالإضافة إلى عدم تلقيها أية رعاية عقب إجراء العمليتين الجراحيتين ؛ حيث عانت من خروج الصديد من ساقيها عقب إجراء تلك العمليات المقيتة .