هل أدركت أن البشر هم أكثر الكائنات قسوة وعنفًا ؟ ، هل تعلم أن أسوأ مسخ يمكنك أن تقابله طوال حياتك ، هم البشر ؟ سمعنا كثيرًا عن قصص وحكايات غريبة وقاسية ، وقد يكون بعضها مرعبًا عن تجارب أجريت على البشر ، بهدف العلم والمعرفة ظاهريًا ، ولكنها كانت تخبئ في داخلها شرور بشرية وسادية مطلقة لبعض من قاموا بها ، على مدار التاريخ ، بعضها تم إجراؤها أثناء الحروب التي حدثت بكافة أنحاء العالم ، والبعض الآخر تم إجراءه في سرية تامة ، وتم الكشف عنها بمحض المصادفة ، وقد تكون تجربة غاز الخردل واحدة من القصص القاسية التي قرآنا عنها .

قام البشر على مر التاريخ بالعديد من التجارب ، من أجل تصنيع الأسلحة المستخدمة في الحروب وغيرها ، وأثناء القيام بتلك التجارب لم يكن لدى القائمون عليها أية غضاضة في إجراء تجاربهم المميتة تلك على البشر ، باعتبارهم فئران للتجارب .

وكانت تجربة غاز الخردل إحدى تلك التجارب التي حدث بها شطط ولكنها كانت فريدة ومميتة في نفس الوقت ، في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية ، وأثنائها أيضًا ، بدأ الجيش البريطاني بإجراء عددًا من التجارب باستخدام أحد أنواع الغازات السامة المسببة للسرطان ، وذلك من أجل تكييفها للاستخدام كأحد أسلحة الحرب ، وكان هذا الغاز هو غاز الخردل المعروف .

جدير بالذكر أن غاز الخردل هو ؛ أحد أسوأ أنواع المواد الكيميائية التي يمكن أن يتعامل معها أي بشري ، فاستخدام هذا الغاز من الممكن أن يتسبب في حدوث بعض المشاكل الآنية مثل مشاكل الرئة ، وظهور القرح والدمامل الجلدية وتهيج الأغشية المخاطية ، كما يتسبب في حدوث العديد من المشاكل البعيدة مثل السرطان.

في أوائل الفترة من عام 1920م وحتى عام 1980م ، تحديدًا في جنوب انجلترا ، بمركز أبحاث بورتون داون ، كان يتم تجميع مئات الجنود الباكستانيين (ليسوا جميعهم وإنما الأغلبية العظمى من الجنود) ، وآخرون من ذوي البشرة السوداء ؛ أي العبيد من الدرجة الثالثة بمعنى أصح ، وكان يُسمح لهم بارتداء ملابس داخلية قطنية فقط لا غير ، ويتم اقتيادهم جميعًا إلى حجرة مغلقة داخل مركز البحوث هذا.

ما حدث داخل تلك الغرفة كان لا يصدق ، فقد كان يتم ضخ غاز الخردل بكميات كبيرة للغاية ، مع مراقبة الضحايا من الجنود الأسرى داخل الغرفة ومشاهدة تأثير الغاز عليهم خلف الأبواب الزجاجية محكمة الإغلاق ، حيث أصيب أغلب الضحايا بحروق بشعة للغاية على الفور ، ومن نجا منهم من تلك الحروق كان يصاب بالعديد من التشوهات والقرح والدمامل الجلدية التي تغطي أغلب جسده .

وجدير بالذكر ، أن مشاكل التعرض لغاز الخردل متعددة وكثيرة أعلاها السرطان كما شرحنا سلفًا ، ولكن تبقى هناك العديد من المشاكل الأخرى المتمثلة في الإصابة بالحروق الجلدية والتهابات العين والذي قد يصل بالمصاب إلى مرحلة من العمى الفوري ، وحدوث القرح ، والنزيف الداخلي بالجهاز التنفسي ، وانتفاخ الجلد والدمامل ، ومشاكل الجهاز المناعي ، والسرطان.

فالإصابة بهذا الغاز السام لفترة تتعدى اليومين ، تجعل الجسد لا يطيق حتى نفحات الهواء العادية ، فإذا كان الضحية محظوظًا مات فورًا ، وإذا كان سيئ الحظ فإنه يعيش مشوهًا ، وإذا نجا لفترة ما وهو مشوه فتلك التشوهات تصيبه بالسرطان ، الذي يورًث جينيًا لنسله من بعد ، وكانت تلك التجربة بغاز الخردل ، إحدى تجارب البشر البشعة بأيدي بشر أيضًا .

By Lars