تعج أرض الهند بالعجائب والغرائب ، ومن هذه العجائب بحيرة متجمدة موجودة في مدينة من مدنها اسمها روبكند وهنا سنعرف لماذا هي من أغرب الأماكن على الأرض وأكثرها غموضًا.
اسم البحيرة وموقعها :
تعرف البحيرة التي يدور حديثنا عنها اليوم باسم بحيرة الهياكل العظمية ، وتقع هذه البحيرة في مدينة روبكند الهندية على ارتفاع قدره خمسة ألاف متر من مستوى سطح البحر ، وهي منطقة نائية غير مسكونة .
سبب التسمية :
يرجه سبب تسمية هذه البحيرة بحيرة الهياكل العظمية هو ظاهرة غريبة جدًا ، حيث تظهر هياكل عظمية بشرية بعد انحسار الماء وذوبانه.
اكتشاف الهياكل وأصلها :
اكتشفت الهياكل في البحيرة في عام 1942م ، واختلف المختصون في تحديد هوية هذه الهياكل اختلافًا شديدًا .
الاختلاف في تحديد أصل هذه الهياكل :
هناك أقوال بأنها تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر ، وبهذا يمكن أن تكون هذه الهياكل لأناس ماتوا بسبب وباء ، أو عاصفة ثلجية ، وهناك من يرى أن هذه الهياكل قد ترجع إلى أفراد من الجيش الياباني الذين دخلوا هذه المنطقة النائية ، وماتوا نتيجة التضاريس ، وحالة الجو في هذه المنطقة .
ولكن هذا الرأي قد أظهر الكشف البريطاني عدم صحته ، فقد أرسلت حكومة بريطانيا فريقًا من المحققين إلى هذه المنطقة بغرض الكشف على الهياكل ، وأسفرت النتائج عن بيان أن هذه الهياكل تعود إلى عصر أبعد بكثير من القرن التاسع عشر .
وهناك من إدعى أن هذه الهياكل تعود إلى قائد عسكري يعود إلى إقليم كشمير ، كان قد هلك مع جنوده بعد معركة سميت معركة التبت ، والتي وقعت عام 1841م ، ولكن أيضًا لا يمكن الوثوق بهذا القول نظرًا لما أظهره الفريق البريطاني ، فهذه الهياكل تعود إلى عصرٍ قديم جدًا .
رأي آخر من آراء الباحثين حول هياكل البحيرة :
لا أحد يعرف على وجه التحدي أصل هذه الهياكل ، ومع ذلك فقد استمر العلماء في وضع الفروض والتخمينات لحل لغز هذه البحيرة ، وافترض علماء الأنثروبولوجيا الذي يعرف بعلم الإنسان أن هذه الهياكل تعود إلى بعض الطقوس الدينية الهندية وهي الانتحار الجماعي .
واستمر البحث وتواصل ففي عام 2004م أخذ مجموعة من العلماء الهنود ومجموعة من النشطاء التابعين لقناة ناشيونال جيوغرافيك على كاهلهم بيان الحقيقة ومحاولة حل اللغز الذي صعب حله لفترات طويلة ، وبالفعل بدأت الحقائق تظهر فبعد إجراء تحاليل الـ(DNA) ظهرت ملحوظة جديرة بالاهتمام ، وهي أن الهياكل تنقسم إلى قسمين الأول طويل جدًا والآخر أقصر بكثير ، كما استطاعوا أن يحددوا بدقة تاريخ هذه الهياكل حيث أشار وضع الكاربون أنها ترجع إلى منتصف القرن التاسع قبل الميلاد تحديدًا عام (850).
سبب هلاك هؤلاء البشر :
أظهر هذا الكشف الهندي بالتعاون مع قناة ناشونال جيوغرافيك في عام 2004م ، وجود تشققات في الجزء الخلفي من الجمجمة ، الأمر الذي يرجح احتمال تعرضهم لضرب عنيف على الرأس ، بأجسام كروية بحجم كرة الكريكت .
غموض تفسير سبب موتهم :
إن تعرض مجموعة كبيرة من البشر لنفس الضربة وهلاكهم بها يشكل غموضًا شديدًا لدى العلماء ، ولكن بعضهم فسر هذا الغموض بسقوط شيء من السماء عليهم مثل عاصفة ثلجية ، ولكن ما الذي يجعل هؤلاء البشر يمرون بهذا الطريق مع أنه لم يكن طريقًا تجاريًا ؟ رجح العلماء أن يكون هؤلاء البشر هم من الهنود ، وكانوا في طريقهم لأداء طقوسهم الدينية ، وعند مرورهم قرب البحيرة نزلوا لشرب الماء وهناك حدث أن تكاثرت عليهم هذه العاصفة مثلًا مع عدم وجود مأوى فهلكوا جميعًا ، وحفظت درجة الحرارة المنخفضة الجثث في حالة جيدة .